عنوان الفتوى : القول في الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بكلام ظني

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما مدى صحة هذا: الرسول صلى الله عليه وسلم والأشعة الحمراء والفوق البنفسجية، أما بعد: فهذا الموضوع الغريب التالي بحث فيه منذ أربع سنوات "طبيب عربي" حتى أثبته، ويقول في بحثه "فأنا طبيب عيون وقد تعمقت كثيراً في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا)، ومن هذا الحديث يتضح لنا أن قدرة الجهاز البصري للإنسان محدودة... وتختلف عن القدرة البصرية للحمير والتي بدورها تختلف في قدرتها عن القدرة البصرية للديكة وبالتالي فإن قدرة البصر لدى الإنسان محدودة لا ترى ما تحت الأشعة الحمراء ولا ما فوق الأشعه البنفسجية... لكن قدرة الديكة والحمير تتعدى ذلك!!! و

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما أوردت من أمور في هذا السؤال نجمل جوابها في النقاط التالية:

النقطة الأولى: أن القرآن والسنة مصدرا هداية للبشرية، وليسا بمصدر للعلوم الطبيعية، وقد سبق لنا كلام جيد في هذا النحو في الفتوى رقم: 27999.

النقطة الثانية: أن القرآن والسنة لم يخلوا من الإشارة إلى بعض مظاهر قدرة الله تعالى في هذا الكون، مما تضمن إعجازاً علمياً ثابتاً بما لا يدع مجالاً للشك، وتراجع ذلك في الفتوى المذكورة آنفاً، والفتوى رقم: 74391.

النقطة الثالثة: أن الواجب الحذر من الكلام في هذا المجال -نعنى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة- بمجرد الظنون والأوهام أو التكلف، لئلا يقع المسلم تحت طائلة القول على الله تعالى بغير علم، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {الإسراء:36}، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 28373، والفتوى رقم: 59623.

النقطة الرابعة: أن الأحاديث المذكورة بالسؤال منها ما هو صحيح، ومنها ما هو ضعيف أو موضوع، فحديث الدعاء عند سماع صوت الديكة رواه البخاري ومسلم، وحديث التعوذ عند سماع نهيق الحمير صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 73993.

وكذا حديث تخلل الشياطين للصفوف حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وحديث غسل الملائكة حمزة وحنظلة رضي الله عنهما حديث حسن رواه الطبراني في الكبير.

وأما ما روى ابن عدي والبيهقي عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء. فقد ضعفه بعض العلماء وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع في كتابه (ضعيف الجامع الصغير).

النقطة الخامسة: أن اجتماع الملائكة والشياطين في مكان واحد لا نعلم دليلاً ينفيه، بل قد ورد ما يشير إلى إمكانية اجتماعهما، وتراجع الفتوى رقم: 37370، والفتوى رقم: 16408.

النقطة السادسة: أن العلماء قد اختلفوا في المخاطب بقوله سبحانه: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ {ق:22}، وقد ذكرنا أقوالهم في ذلك بالفتوى رقم: 26749، ومعجزة النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية والنظر قد ثبتت بها الأحاديث المذكورة آنفاً وغيرها، فلا تحتاج إلى الاستدلال عليها بهذه الآية، وأما الجزم بكون السبب في هذه الرؤية كونه صلى الله عليه وسلم كان يرى الأشعة الفوق البنفسجية، فلا يجوز إلا بدليل.

النقطة السابعة: أن تفسير قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ {الصافات:48}، بالمصطلح الطبي المعروف وهو قصر النظر بحيث لا يستطيع صاحبه رؤية الأشياء البعيدة، لا نعلم أحداً من أهل العلم قال به، وقد ذكر ابن القيم أن المفسرين كلهم على أن المعنى: قصرن أطرافهن على أزواجهن، فلا يطمحن إلى غيرهم. وفي هذا إشارة إلى أن رؤيتهن لغيرهم ممكنة، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 5147.

والله أعلم.