عنوان الفتوى : من أسس التفسير العلمي للقرآن الكريم
أريد آيه ذكر فيها بما معناها البكتيريا والقنابل الذرية ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم أن هنالك آية في كتاب الله دالة على ما ذكره السائل، ولم نقف على قول لأحد من أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة، وبما أن هذا القول -إن وجد- ربما يصدر عمن يتصدى للحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، كان من المناسب أن نتطرق لبعض الأسس والقواعد التي لا بد منها عند البحث في هذا الأمر، ونلخص هنا القواعد التي ذكرها الشيخ عبد المجيد الزنداني -حفظه الله- في بحث له بعنوان "الإعجاز العلمي تأصيلاً ومنهجاً" فكان مما ذكره:
1- أن علم الله تعالى هو العلم الشامل المحيط الذي لا يعتريه خطأ ولا يشوبه نقص، وعلم الإنسان محدود، ومعرض للخطأ، ويقبل الازدياد.
2- أن هنالك نصوصاً من الوحي قطعية الدلالة، كما أن هنالك حقائق علمية كونية قطعية، وهنالك نصوص من الوحي ظنية الدلالة، كما أن هنالك نظريات في العلم ظنية في ثبوتها.
3- أنه لا يمكن أن يقع تعارض بين قطعي من الوحي وقطعي من العلم التجريبي، فإن وقع في الظاهر، فلا بد أن هنالك خللاً في ثبوت قطعية أحدهما.
4- أنه إذا وقع تعارض بين دلالة قطعية للنص وبين نظرية علمية، رفضت هذه النظرية، لأن النص وحي من الذي أحاط بكل شيء علما.
5- أنه إذا وقع التعارض بين حقيقة علمية قطعية وبين حديث ظني في ثبوته أو آية ظنية في دلالتها فيؤول الظني ليتفق مع الحقيقة العلمية، وحيث لا يوجد مجال للتوفيق فيقدم القطعي.
هذا بعض القواعد التي ذكرها حفظه الله، والتي بمراعاتها ينضبط البحث في هذا المجال، ويسلك فيه سبيل القصد دون قصور أو شطط، وإذا لم تراع هذه الضوابط فقد يقع الإنسان في التكليف والقول على الله تعالى بغير علم وهو مما حرمه الله سبحانه، فقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33].
وفي ختام هذا الجواب نحيل السائل إلى الفتوى رقم:
26538، للمزيد من الفائدة حول نصوص الوحي والحقائق العلمية التجريبية.
والله أعلم.