عنوان الفتوى : وجه الإعجاز في قوله تعالى (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً..)
سمعت خطيبا يقول إن هناك شجرة في العراق لو أخذت منها ورقتين خضراوين من شجرة معينة وحككتهما ببعض ينتج عن احتكاكهما شرار أي نار بسيطة، وحصل جدال بعد الخطبة بين بعض المصلين، فقال أحد المصلين كيف ورق أخضر ينتج عنه شرار، فقال الخطيب واستشهد بآية: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون. سورة يس، وحدث جدال شديد، فما رأي الدين في كلام الخطيب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا من قبل تفسير الآية التي سألت عنها، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 15485.
وجاء العلم الحديث بأمور من الإعجاز العلمي تحير الألباب، فقد كتب الدكتور زغلول النجار مقالاً قيما في وجوه الإعجاز في الآية الكريمة، يقول فيه: .... تقوم النباتات الخضراء بتثبيت أربعمائة مليار طن من الكربون المستخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون الجوي في أجساد النباتات سنوياً في المتوسط، وقد لعبت هذه العملية دوراً مهما في تكوين بلايين الأطنان من الفحم الحجري عبر تاريخ الأرض الطويل خاصة في صخور العصر الفحمي (الكربوني).
والمنتجات النباتية هي مصدر الطاقة الحيوية في أجساد بني الإنسان وفي أجساد الحيوانات من آكلات الأعشاب، ومن فضلات كل من النبات والحيوان والإنسان تتكون جميع أنواع المحروقات، وذلك بعد تجفيفها أو دفنها وتحللها بمعزل عن الهواء.... إلى آخر ما كتبه.... ولك أن تقرأ بقية كلامه بالدخول على هذا الرابط:
http://www.ahram.org.eg/archive/2002/11/4/opin7.HTM
وعليه؛ فلا مانع من وجود تلك الشجرة التي قيل إنه لو أخذ منها ورقات خضر وحك بعضهما ببعض ينتج عن ذلك نار بسيطة، ولكن الآية لا ينبغي أن تتخذ دليلاً على أن هذا الأمر خاص بشجرة بعينها، وإنما هي دليل على أن الشجر كله مصدر من مصادر المحروقات.
والله أعلم.