عنوان الفتوى : حكم رفض المرأة زوجها بعد العقد
هذه رسالة وردت إلى البرنامج من العراق من محافظة كركوك من المستمعة زهراء ، تقول في رسالتها: تقدم لي شاب وطلبني من أهلي، وتم عقد قراني عليه، واشترى لي الحلي الذهبية وأثث لي بيتاً كاملاً، وفي ليلة الزفاف رفضته لا أعلم لماذا فطلقني، ثم تقدم لي شاب آخر وعقدنا القران وفي ليلة الزفاف رفضته أيضا، وأردت الطلاق منه فطلقني وأنا الآن حائرة لا أعرف ماذا أفعل، ولا أعرف لماذا أخاف من الزواج، وأنا أكره الرجال جميعاً، وقد يكون كرهي لهم هو أنني أثناء خروجي من بيتنا لقضاء بعض الحاجات أتعرض للسب والشتم من الرجال، فأصبحوا الرجال جميعاً في نظري لا شيء، بل هم صنف واحد مع احترامي لأهل الخير منهم، فماذا عساي أن أفعل، وهل علي إثم في رفض الرجلين السابقين اللذين عقد نكاحي عليهما أم لا، وما هي الأدعية التي يمكن أن تقال في ليلة الزفاف، أفيدوني أفادكم الله؟ play max volume
الجواب: إذا كان الرفض لهما بسبب بغضاء حدثت في القلب وكره وقع في القلب لم تستطيعي دفعه فلا شيء عليك، الله الذي يجمع القلوب ، أما إذا كان مجرد تساهل وهوى فعليك التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن طلب الطلاق من دون عذر أمر لا يجوز، فالواجب على المرأة أن لا تطلب الطلاق إذا كان ما هناك موجباً لطلب الطلاق، فإن كان نزل بك كره لهما وبغضاء لهما لم تستطيعي أن تجيبي إلى الدخول على الأول والثاني لما وقع في قلبك من الكراهة الشديدة حتى لم تستطيعي فهذا شيء غلبك والأمر إلى الله وليس عليك فيه شيء، أما إذا كان مجرد تساهل، ومجرد طاعة للشيطان هذا لا يجوز، بل الواجب على المرأة إذا تم عقد القران أن تجيب إلى الدخول وأن تمكن الزوج منها كما شرع الله .
والآن عليك أن تسألي الله جل وعلا أن يزيل ما في قلبك من كراهة الرجال الطيبين، وأن يشرح صدرك للزواج الشرعي، وتلحي على الله، والله يحب الإلحاح بالدعاء ، يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فعليك أن تلحي في الدعاء، وتكرري الدعاء في مثل السجود... في آخر التحيات.. في آخر الليل، في كل وقت، عليك أن تسألي الله أن يشرح صدرك للزواج، وأن يزيل ما في قلبك من كراهة الرجال الطيبين، وأن يسهل لك الزوج الصالح، وإذا حصل ذلك فعليك أن تجيبي إلى الدخول، ولا تطاوعي الشيطان في طلب الطلاق، نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.