عنوان الفتوى : الإحسان إلى الجار ولو جار

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أوصى الرسول الكريم بالجار وله حديث مشهور بذلك ، عندنا جارة تؤذينا منذ 4 سنوات ذهبنا إليها عدة مرات وطلبنا منها أن تكف عن إيذائها لنا دائماً تقول لنا أنا لست مخطئة وكل الجيران من حولنا يدعون عليها وسبحان الله غير محبوبة من قبل الجيران المشكلة أني بدأت أنا أيضاً أدعو عليها وفعلاً تحققت أشياء فيها ومصائب كنا نتخيلها أنها ستتعظ لكن بدون فائدة أراها دائماً في أحلامي وسبحان الله كلها تتحقق حتى أني رأيت بيتها مظلما على الرغم من وجود الشمس وبيتنا منير وبيتها وبيت أهلها وأخواتها مهدم ويتصاعد التراب منه المهم لا أريد أن أدعو عليها بعد الآن ولكني أريد منكم أن تنصحوني بأدعية لأني أعرف أن الشيطان الرجيم يدخل في هذه الأشياء ، والله من كثرة دعاء الناس عليها حلت عليها أنواع المصائب وهي عندما تصادف مشكلة خاصة بها تكف عن أذاها وعندما تنفرج أزمتها ترجع إلى ماكانت عليه أريد منكم أن ترشدوني بما أفعله ونحن لا نريد أن نقف أمام الله معها يوم الموقف العظيم صبروني بكلمات أقولها كلمات فرج لأني أعرف أن الله لايقبل بالظلم وهو الجبار؟ جزاكم الله عنا ألف خير ..

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حث الإسلام على الإحسان إلى الجار ومعاملته بالرفق واللين ولو جار ، قال الله تعالى : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ {النساء: 36 } وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره . وفيهما عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه . وقال العلماء إن الإحسان إلى الجار يكون بثلاثة أمور :

الأول : الإحسان إليه بالهدية والقرض والسلام عليه والبشاشة في وجهه ومساعدته بكل ما يحتاج وتهنئته وتعزيته .

الثاني : كف الأذى عنه ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : والله لا يؤمن ـ أقسم على ذلك ثلاث مرات ـ قيل : من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه .

وأما الثالثة : فهي تحمل الأذى إذا صدر منه .

وعليه فأول ما ننصحك به هو اتباع هذا الهدي النبوي السديد ، فإن الخير كله في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم .

ويمكنك أن تراجعي في مشروعية الدعاء على الظالم فتوانا رقم : 23857 .

وفيما طلبته من كلمات الفرج فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة في الكرب والهم ، مثل ما أخرجه أحمد عن عبد الله بن مسعود أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وأبدله مكن حزنه فرحا ، قالوا : يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات ؟ قال : أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن .

وأخرج أحمد وأبو داود عن نفيع بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت .  

وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول : لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم .

وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ، أو في الكرب : الله الله ربي لا أشرك به شيئا .

وعليك أيضا بدعاء ذي النون ، فقد أنجاه الله بدعائه حين دعاء به وهو في بطن الحوت ، فقد أخرج أحمد والترمذي عن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له .

والله أعلم .