عنوان الفتوى : بين إهانة المصحف والاستهزاء بسيد المرسلين
سؤالي يافضيلة الشيخ هو : لماذا عندما أهين المصحف الشريف من قبل أعداء الأمة رأينا ردود فعل ضعيفة بالمقارنة مع الردود على الإهانة التي تعرض لها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ والعزة لله ورسوله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أنه قد وجد شيء من الاختلاف في قدر ردة الفعل تجاه ما نقل عن بعض أهل الكفر من إهانتهم المصحف الشريف ، وما ثبت من صورمهينة تسيء إلى شخص رسوله صلى الله عليه وسلم وتنال من مقامه الشريف ، ولعل من ضمن أسباب هذا الاختلاف في ردة الفعل ، أن الأول- وهو أمر إهانة المصحف الشريف- لم يتعد كونه خبرا لم يتسن التأكد من ثبوته ، إضافة إلى أن الجهات المسؤولة عمن نقل عنهم فعل ذلك قد استنكرت حدوث هذا الأمر ووعدت بالتحقيق فيه ، فكان لهذا أثر كبير في امتصاص ردة فعل المسلمين تجاه هذا الخبر ، ومع هذا فقد وجد شيء من الاستنكار من قبل المسلمين .
وأما أمر الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت وقوعه بإقرار فاعليه ، والإقرار هو أقوى البينات ، إضافة إلى أن الصور الساخرة أبلغ في الدلالة على الاستهزاء والتأثير على من يطلع عليها ، وانضم إلى هذا رفض الجهة التي أصدرت هذه الصور الاعتذار للمسلمين ، وكذا رفض الجهات المسؤولة في تلك الدول الاعتذار رغم المحاولات المتكررة التي امتدت لبضعة أشهر .
وأما تعظيم المسلمين للقرآن ومعرفتهم قدره وعلو شأنه فأمر ثابت لا ينكر .
والله أعلم .