عنوان الفتوى : حكم الاستمناء لمن استحكمت منه الشهوة
أشكركم حق الشكر على هذا الموقع المميز... وجزاكم الله كل الخير على هذا العمل الإسلامي، شيخي الفاضل أعاني من حالة نفسية شديدة أعانني الله على التخلص منها ألا وهي الشذوذ الجنسي الشديد (لدي رغبه جنسية عنيفة للغاية تصيبني أحيانا عندما أمتنع عن ممارسة العادة لأيام كثيرة) وأحيانا أفضل الأولاد الأصغر سنا مني على النساء عندما أكون في وضع صعب، في الماضي كنت أمارس العادة السرية كثيراً من باب الاستمتاع، لكن بعد توبتي إلى الله والتزامي بالطاعات انقطعت عن ممارسة هذه العادة لثلاثة أشهر متتالية لكني عدت أمارسها من جديد ليس للسبب الماضي إنما لأتخلص من الشهوة، لأني عندما لا أمارسها تصيبني حالة الهياج الجنسية وتؤثر في صلاتي ويقل خشوعي ويزداد تفكيري في النساء والأولاد، لكن عندما أمارس العادة لأخفف الشهوة أقسم بأني أتحول لإنسان آخر بحيث تصل أحيانا بأني لا أنظر إلى أي فتاة في الشارع مهما كانت من الجمال، شيخي لا أسمع الأغاني ولا أنظر للفتيات إلا إذا لم أمارس العادة السرية، بعد ممارستي للعادة السرية يزداد خشوعي في الصلاة بشكل كبير حتى أني أبكي خشوعا أحيانا وأزداد إيمانا بفضل الله، لكن عندما أنقطع عن ممارسة العادة السرية أواجه صعوبة بالغة في ضبط نفسي، بسبب أني لم أمارس العادة السرية لثلاثة أشهر ثم عدت لها.... هو أني دخلت الجامعة وتعرفون سماحتكم الجامعات غالباً كيف هو حالها والفساد والابتعاد عن الدين فيها حيث هي مفسدة أكثر مما هي مكانا للتعليم، وكما تعلم أني أستطيع وبشكل تام التحكم بشهوتي الجنسية لكن عندما أدوام في الجامعة أنهار تماما وسط العدد الهائل من العاريات في جامعاتنا، شيخي الفاضل في ضوء الشرح البسيط لحالتي ماذا ترى بممارستي العادة السرية وهل يباح لي ممارستها للتخلص من الشهوة، أم علي شيء آخر، مع العلم شيخي أني أصوم اثنين وخميس ولله الحمد، لكن لا أرى أن الصوم يردعني عن غض البصر فما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.. وعذراً على الإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلمعرفة حكم العادة السرية وأضرارها والوسائل المفيدة للتخلص منها، انظر الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 9195.
وأما الشذوذ الجنسي فانظر في حكمه وكيفية علاجه الفتوى رقم: 5453، وما بيناه خلال تلك الفتاوى جدير بإذن الله تعالى أن يذكي في قلبك جذوة الإيمان ويخمد شعلة الشهوة ونار المعصية إن التزمته وعمرت نفسك وجوارحك بذكر الله تعالى والإيمان به وعمل ما يرضيه ويقرب منه.
ولكن إذا استحكمت الشهوة وبلغت مبلغها منك فلم تستطع رفعها إلا بالاستمناء وخشيت ارتكاب الفاحشة فلا شك أن ارتكاب أخف الضررين وأهون المفسدتين -وهو هنا الاستمناء- أخف من ارتكاب الفاحشة الكبرى، كما بينا في الفتوى السابقة، وانظر الفتوى رقم: 4536 ففيها ضوابط لا بد من مراعاتها.
وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في تمام المنة: ولا نقول بجوازه (أي الاستمناء) لمن خاف الوقوع في الزنا إلا إذا استعمل الطب النبوي... ولذلك فإننا ننكر أشد الإنكار على الذين يفتون الشباب بجوازه خشية الزنى دون أن يأمروهم بهذا الطب النبوي الكريم... انتهى.
وننبهك أيها السائل الكريم إلى أن الدراسة بالمدارس المختلطة لا تجوز إلا للضرورة، كما بينا في الفتوى رقم:2523 ونسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق إنه سميع مجيب.
والله أعلم.