عنوان الفتوى : درجة حديث ( لا تؤذوني في أهلي)
ما حكم الحديث: (لا تؤذوني في أهلي).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اللفظ الذي ذكر السائل لم نطلع على أنه حديث، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور لفظا قريبا منه ولم يذكره بصفته حديثا بل ذكره على أنه أحد أوجه تفسير قوله تعالى: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى {الشورة: 23} قال: { إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } يقول: لا تؤذوني في قرابتي. انتهى. وذكره الشنقيطي في أضواء البيان فقال: الثاني: أن معنى الآية { إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } أي لا تؤذوا قرابتي وعترتي واحفظوني فيهم، ويروى هذا القول عن سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وعلي بن الحسين. انتهى. لكن حرمة أذية آل النبي صلى الله عليه وسلم معلومة من الدين لأن من آذاهم فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بذلك في فاطمة رضي الله عنها بقوله : فإنها بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها. رواه الشيخان و الترمذي وغيرهم. قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي :(ويؤذيني ما آذاها) فيه تحريم أذي من يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بتأذيه لأن أذي النبي صلى الله عليه وسلم حرام اتفاقا قليله وكثيره. انتهى. وفي الدر المنثور أيضا: وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تؤذوني في العباس، فإنه بقية آبائي، وإن عم الرجل صنو أبيه " .هذا عن قرابته صلى الله عليه وسلم وذويه وأما فيما يتعلق بزوجاته فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا. وهذا لفظ البخاري وهو جزء من حديث الإفك، ولفظ مسلم: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا.
والله أعلم.