عنوان الفتوى : الوقف القبيح بين الجواز والحرمة
كنت أقرأ القرآن الكريم فوصلت عند قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ......) إلى آخر الآية فوقفت عند (إن الله لا يستحيي) بدون عذر وأنا أعرف أن هذا الوقف قبيح ولم أنس ذلك ثم عدت إلى أول الآية فوصلتها بما بعدها، فهل يوجد إثم على هذا الفعل؟ وبارك الله فيكم، الرجاء عدم تحويلي إلى إجابة أخرى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فوقفك على ذلك الجزء قبيح لتعلقه بما بعده لفظا ومعنى، قال ابن الجزري في باب الوقف:
وغير ما تم قبيح وله * الوقف مضطرا ويبدا قبله
قال الشيخ محمد القارئ في المنح الفكرية: ومن أنواع الوقف القبيح أن يقف القارئ على الرافع دون المرفوع، أو الناصب دون المنصوب... وعلى إن وأخواتها دون اسمها، واسمها دون خبرها.... وعلى المفسر دون المفسر... إلا أن يكون القارئ مضطرا فإنه يجوز له الوقف حال اضطراره كانقطاع نفس ونحوه، لكن إذا وقف يبتدئ من الكلمة التي وقف عليها يعني إذا حسن الابتداء بها. انتهى منه بتصرف.
وأما إذا كان لم يكن القارئ مضطرا إلى ذلك فلا يجوز له الوقف لقبحه وإخلاله بالمعنى؛ سيما إذا تضمن إثبات معنى لا يجوز في حق الله تعالى وهو ما عناه ابن الجزري بقوله:
وليس في القرآن من وقف يجب * ولا حرام غير ما له سبب
قال القارئ: فأما ما كان له سبب يستدعي تحريمه وموجب يقتضي تأثيمه كأن يقصد الوقف على قوله تعالى: (ما من إله) و(إني كفرت) ونحوهما من غير ضرورة فلا يجوز إذ لا يقصد ذلك مسلم واقف على معناه.
فإذا ما تعمد القارئ الوقف على ذلك دون قصده للمعنى أثم وعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره من ذلك، وذلك هو الظن بكل مسلم كما قال القارئ: وأما إذا قصد المعنى وإثباته في حق الله تعالى فذلك من الكفر والعياذ بالله.
فعليك أيها الأخ الكريم أن تستغفر الله تعالى مما فعلت وتندم عليه ولا تعد إليه فذلك هو كفارته، وأحسنت حيث وصلت الكلام.
والله أعلم.