عنوان الفتوى : الحكمة من وقوع البلاء بالأطفال
أفيدونا أثابكم الله ما هي الحكمة من ابتلاء الله للأطفال ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه قد يبتلي عبده تمحصيا لذنوبه واختبارا لإيمانه كما قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ {آل عمران: 140-141} وقال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى 30} وقال: الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {العنكبوت: 1-2}
وأما الطفل فإنه غير مكلف ولم تكسب يده ما يقتضي عقابه وتمحيصه، ولكن لا بد أن يكون لما يصيبه من البلاء ويحل به من المصائب حكمة أو حكم جليلة، فالله عز وجل حكيم عدل له الحكمة البالغة والعدل المطلق، فلا يبتلي الطفل ولا غيره إلا لحكمة وهذه الحكمة قد تظهر لنا وقد نعجز عن إدراكها ولا يلزم من عجزنا عن إدراكها انعدامها، فقد تكون الحكمة في نزول البلاء بالطفل ونراه يمرض ويبتلى أبواه في صبرهما ورضاهما بقضاء الله وقدره ولذلك من مات له ثلاثة أولاد أو ولدان واحتسب الأجر عند الله دخل الجنة، كما في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ما منكن من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابا من النار، فقالت امرأة: واثنين واثنين واثنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واثنين واثنين واثنين. متفق عليه.
وعند أحمد عن أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: مات لي يا رسول الله ولدان في الإسلام، فقال: من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله عز وجل الجنة بفضل رحمته إياهما. وقد تكون لأمور أخرى لا يعلمها إلا الله تعالى.
والله أعلم.