عنوان الفتوى : ربما فعل المسحور الفعل ولا إرادة له فيه
سؤالي هو: أن أبى كان على أفضل حال ديني ودنيوي، والآن بعد أن التفت حوله امرأة سيئة وماجنة انقلبت حياتنا إلى جحيم فجعلته يتغيب عن بيته ويهمل أولاده، وقد قمت بنصحه بطريق مباشر ويقول إن الموضوع منته، ولكن لا ينتهي فهو غير طبيعي مسحور بها وهي مشهور عنها أنها تذهب للسحرة وبعمل السحر، وأبي معدنه أساسا أصيل، فقد كان بارا بوالديه وإخوته وكان يصلي الفرض في وقته، فماذا أفعل فأنا لا أريد أن أذهب إلى سحرة لأفك سحره، وهو لن يرضى بالذهاب إلى شيخ ليقرأ عليه ولا أريد أن أغضبه، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن للسحر أثراً على الإنسان، قال الله تعالى عن فعل السحرة: يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ {البقرة:102}، وعن عائشة أنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله. رواه البخاري وغيره.
وبحسب شدة السحر وقوته يكون أثره على الإنسان، فربما فعل المسحور بسبب السحر الفعل ولا إرادة له في فعله، وفعل السحر محرم وكذا إتيان السحرة، روى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وفي رواية البيهقي: من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً...
وعليه؛ فما فعلته من ترك الذهاب إلى السحرة ومن الابتعاد عن إغضاب أبيك هو الصواب، وداوم على الدعاء له بالشفاء، فالله سبحانه وتعالى قريب مجيب لمن دعاه، كما قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وقال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، ولك أن تراجع في معنى السحر وعلاجه فتوانا رقم: 5252.
والله أعلم.