عنوان الفتوى : اللغة التي نزلت بها التوراة والإنجيل
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد الصادق الأمين أما بعد إخوة الكرام أفيدوني يرحمكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التوراة نزلت بالعبرية ونزل الإنجيل بالسريانية.
وقد نقل ذلك شيخ الإسلام في الفتاوى، وقد سبق أن ذكرنا ما يدل عليه في الفتوى رقم: 53039 والفتوى رقم: 55846
وأما الزبور فلم نر كلاما لأهل العلم في لغته التي نزل بها، ومن المعلوم أن داود عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وأن الأنبياء كانوا يرسلون بلغة أقوامهم. قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ {إبراهيم: 4} والظاهر أنهم كانوا يتكلمون بالعبرانية أو السريانية، فيحتمل نزول الزبور بإحداهما.
هذا، وننبه إلى أنه لا فائدة ترجى من معرفة اللغات التي نزلت بها هذه الكتب، وليس لعامة الناس مطالعتها لو وجدوها بنصها الحقيقي فأحرى بعد ما حرفت، وقد قال الله تعالى في القرآن: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ {العنكبوت: 51}
وفي الحديث: لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم. رواه أحمد والحاكم، ورواه البيهقي والدارمي بلفظ قريب منه وحسنه الألباني.
والله أعلم.