عنوان الفتوى : قراءة السور بعدد معين لغرض مخصوص
الشيخ العزيز قرأت هذه المشاركة في إحدى المنتديات وأريد أن أعرف هل تلك الأحاديث في المشاركة صحيحة أم لا وهل لي أن أتبعها ؟ الموضوع عن آيات من القرآن تزيل الهموم وتيسر الأمور هاهي المشاركة: أخواتي الاعزاء أحببت أكتب هذا الموضوع لإفادة الجميع في تيسير أموره وحل مشاكله قال تعالى { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ } وهذه مجموعة آيات وأدعية لتفريج الهم أولا : فائدة عظيمه مستجابه لتفريج الكروب من قراءة سورة الشمس _الليل_التين . فقد قرأت في أحد الكتب أنه إذا داهمك أمر مخيف فبت وأنت طاهر على فراش طاهر وثياب طاهرة واقرأ( سورة الشمس سبع)( والليل سبع )(والتين سبع) ثم قل (اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا من أمري) فباذن الله سيأتيك المخرج والمنجي من حيث لا تحتسب. ثانيا : من أراد ان يظفر به فليقرأ الآيات الستة الأولى من( سورة الحديد) وأواخر الآيات الستة من ( سورة الحشر )ويدعو بعد ذلك مايريد فسيستجاب له بإذن الله وقد ذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول بعد هذه الآيات (اللهم أني أسالك باسمك المخزون والمكنون ,الطاهر المقدس ,الحي القيوم ,الرحمن الرحيم ذي الجلال والاكرام , أن تصلي على محمد وأن تفعل بي كذا وكذا)برحمتك يا أرحم الراحمين ) ثالثا :سورة البقره ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي أمامة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة". قال الراوي (البطلة) أي السحرة آيات لاجابة الدعاء: أولا فاتحة الكتاب فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (هي لما قرئت له) ففيها خمسة أسماء هي الأسماء العظيمة القدر, الشريفه في الأصل وفيها اسم الله الأعظم الأكبر الذي إذا دعي به أجاب, وإذا سئل به أعطى ثانيا: روي عن النبي قال (دعاء ذي النون في بطن الحوت (لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) لم يدع به رجل مسلم قط إلا استجيب له ثالثا: قال سعيد بن جبير: أني لا أعرف موضع آية ماقرأها أحد قط فسأل الله إلا أعطاه( قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهاده أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون )الزمر آية 46رابعا : قال بعض العارفين :توجه إلى القبلة واقرأ أم القرآن وآية الكرسي وسورة القدر والصمدية وادع بما أحببت يستجيب الله لك. وأخيرا لا تنسوا صلاة الحاجة فمن كانت له عند الله حاجة لازم هذه الصلاة ولو مرة في الليلة أو في كل يوم مكررا ذلك حتى يهيئ الله له السبب الذي تقضى به حاجته بفضله ورحمته، صفة صلاة الحاجة:عن الترمذي وابن ماجه : قال صلى الله عليه وسلم (من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ثم ليثني على الله (أي بالتحميد والتسبيح والتكبير ونحوه )وليصل على النبي ثم يقول :لا إله الا الله الحليم الكريم ,سبحان رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين : أسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمه من كل بر والسلامه من كل إثم لاتدع لنا ذنبا إلا غفرته ولاهما إلا فرجته ولا حاجه هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ) وله أن يزيد من الأدعيه ما يشاء جزاكم الله خيراً .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قراءة القرآن من أعظم القربات ومعلوم أن الطاعات يتوسل بها إلى الله في قضاء الحاجات وتفريج الكربات كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 57353. أما قراءة هذه السور أو بعضها بهذا العدد على هذه الهيئة بغرض تفريج الكرب أو الظفر أو أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء فلا نعلم له أصلا من هديه صلى الله عليه وسلم وبإمكانك الاطلاع على الفتوى رقم: 55151. وما ذكرت عن سورة البقرة صحيح ففي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. فينبغي للمسلم أن يحفظها وينبغي أن يقرأها في بيته متى شاء، ولا نعلم أصلا لقراءتها لأجل الظفر أو غيره ـ وأما عن سورة الفاتحة فإنها رقية وفضائلها كثيرة لكن تخصيصها بالقراءة بين يدي الحاجات الاعتماد فيه على الحديث المذكور في السؤال وقد عزاه غير واحد إلى شعب الإيمان للبيهقي لكن قال صاحب كتاب الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: لا وجود لهذا الحديث في الشعب، ثم قال: وفي كتاب الثواب لأبي الشيخ عن عطاء قال: إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى إن شاء الله تعالى. وهذا على افتراض صحته إلى عطاء فإنه مرسل. وعليه فالذي يظهر أن هذه المسألة ليس لها أصل صحيح. ولا نعلم أن في القرءان آيات تعرف بآيات الإجابة لكن يجوز للمسلم أن يقرأ من القرآن ما شاء ويدعو بما شاء من غير أن يجعل تحديد ذلك سنة أو يستند إلى أخبار غير صحيحة، فالأصل أن قراءة القرآن قربة من القربات. ويستحب أن يتوسل إلى الله تعالى بين يدي الدعاء بما أمكن من القربات. وفي الترمذي وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا رجل يصلى يدعو يقول: اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله لا إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب ـ ورواه أصحاب السنن أيضا. قال ابن القيم في الصواعق المرسلة: وكان اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين آية الكرسي وفاتحة آل عمران. انتهى. وفي الترمذي عن أسماء بنت يزيد عنه صلى الله عليه وسلم: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وفاتحة آل عمران ألم الله .. إلى آخر الآية. ورواه ابن ماجه أيضا، وفيه أيضا رواية أخرى عن القاسم أن القاسم بن محمد قال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث البقرة وآل عمران وطه. وأكثر الاحاديث تدل على أنه في سور في البقرة وآل عمران. ولم يذكر العلماء أن اسم الله الأعظم في سورة الفاتحة مع أنها أم القرآن. وأما دعوة ذي النون فإن الأخبار فيها صحيحة، روى النسائي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم أو أحدثكم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من الدنيا دعا به فقيل له: بلى، فقال دعاء ذي النون؛ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وقد وردت أدعية مأثورة لدفع الهم والحزن ذكرناها في الفتوى رقم: 16946 . وما ذكر عن سعيد بن جبير قد ذكره القرطبي في تفسيره. وكذلك ما ذكرت عن بعض العارفين فإنه داخل في التوسل إلى الله بالطاعات لأن قراءة القرآن أجلها. وخلاصة القول أن قراءة القرآن ودعاء الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات، لكن تحديد هذه السور وعدد المرات التي تقرأ فيها لهذه المهمات لم نجد له مستندا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذ لا يثبت فضل قراءة سورة معينة بعدد معين لغرض مخصوص إلا من طريق النبي صلى الله عليه وسلم.