عنوان الفتوى : البكاء من خشية الله ليس شرطا لصحة التوبة
إخواني المشايخ الفضلاء أعاني من مرض قلبي، أحس بأن قلبي مختوم عليه، كما أن لي عقلا لا يكاد يقف عن التفكير وأعاني من وساوس قهرية تخص فراق الدنيا وأحس أني متعلق بها وتطورت إلى وساوس عقدية وأخشى من تحولها إلى عقيدة ،لا أدري إن كنت فعلا أخشى أم لا لم تعد لدي أحاسيس مطلقا ربما فقدت الولاء والبراء. سلب مني الإيمان، والأعظم من ذلك أني تذكرت مؤخرا كبيرة من الكبائر ارتكبتها وهي أكبر الكبائر ربما كان عمري حينها بين12سنة و16سنت وأبلغ من العمر الآن20سنة فضلا عن كبائر، ربما تبت لا أدري وهل أنا نادم والذي ذكرني صديق لي أصيب باكتئاب مزمن بسبب ما ارتكبه من المعاصي ويقول لي إنه يرى نفسه في النار وذاكرته قوية تسمح له بتذكر كل شيء مر في حياته وازدادت حالته سوءا ويبكي يخاف أن يلقى الله بها والمشكلة لا أستطيع البكاء وكأن الخشية نزعت من قلبي وكأني أصبحت أتصنع كل شيء وفي الصلاة أقوم بحركات فقط والعقل يعمل طوال الوقت كثيرا وأفكار خطيرة لا أعرف إن كنت أخادع نفسي أم لا والأكثر من ذلك وكأني ليست لي إرادة بتغيير حالي واكتب لكم وكأني أكتب قصة لإحساسي بالضيق ولكي أفسر حالي .المواعظ لا تؤثر هل التوبة قد تكون بدون بكاء ؟ وكأني أصبحت معتادا على هذا الحال في بعض الأحيان أحس بالراحة وأعتبرها خداعا نفسيا ربما بسبب الانافرانيل وهل شخص عمل المعاصي ويبحث عن الأكل فقد نسيت كل ما ارتكبته وكأني من العباد الصالحين .وما سبب الخوف من الموت هل الخوف من لقاء الله بسب المعاصي أو حبا في الدنيا ،عقلي أصبح هو المتحكم في وربما أصبح من المعتزلة دون الشعور بذلك أرجوالرد سريعا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المؤمن الصالح يذكر ذنوبه ولا ينساها، ويراها كأنها جبل يكاد أن يقع عليه، فيخشى عاقبتها أشد الخشية، ولكنه في ذات الوقت راج ربه واثق من رحمته، متعلق بعفوه متوكل عليه.
وإن كنت قد وقعت في بعض ما حرم الله من الكبائر ثم تبت إلى الله فأقلعت عن تلك الذنوب وندمت على ما قارفت وعقدت العزم على عدم العودة لتلك الكبائر أبدا فإن الله تعالى يقبل توبتك ويمحو ذنبك، بل ويبدل سيئاتك حسنات. وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59922، 9394، 40669.
هذا، وليعلم أن البكاء من خشية الله نعمة يؤتيها الله من يشاء؛ ولكنه ليس شرطا في صحة التوبة أو قبولها.
هذا، وإن للخوف من الموت أسبابا، منها: التعلق بالدنيا وبحطامها الفاني، ومنها: الخشية من الله والحياء منه، فأحسن الظن بربك وثق بما عنده واستقم بقدر المستطاع ولا تيأس.
وأما الوساوس التي تهجم على قلبك فادفعها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وبكثرة الاستغفار، ولا تسترسل معها، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13369، . 19691، 59659، 51601.
والله أعلم.