عنوان الفتوى : مواجهة الشكوك والشبهات بالإيمان والعلم
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة متدينة ولا أزكى نفسي وإن كانت لي الزلات والهفوات، أخاف الله وأحبه كثيرا وأبكي من خشيته حافظة لأجزاء من القرآن الكريم ولازلت أتابع مداومة على قرءاة الأذكار داعية إلى المعروف إن شاء الله يشهد لي كل من يعرفنى بالخلق الكريم مصيبتي أنني أعاني زيغا فى العقيدة بالرغم من كل ما ذكرت فمجرد سماعي لحديث بدعي عن مذهبه أشك في مذهب أهل السنة وأقول لما لا يكون المبتدعون هم على حق وخاصة إذا استدلوا عن سبب تمسكهم بمذهبهم ولو أجلس مع أحد منهم يوما كاملا ويحصل لى غسيل دماغ لاعتناق مذهبهم أنقلب رأسا على عقب والمصيبة الكبرى حتى عندما أرى يهوديا أو مسيحيا وكيفية عبادتهم وطقوسهم الدينية أقول لما لا يكونون هم على الحق فذلك التخبط والمربك البدون هوية يقلقنى جدا فدلونى بالله عليكم كيف أثبت على عقيدتى وكيف أتخلص من هذا الزيغ؟ جزاكم الله عنى كل الخير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك، ويلهمك رشدك، ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك، وأن يرزقك الاستقامة. اعلمي رحمك الله أن الطريق إلى الجنة واحد، وهو طريق مستقيم دلنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ {الأنعام: 153}. وانظري الفتوى رقم: 33503. فإذا تقرر هذا فاستمسكي بما أنت عليه من الحق، ولا تبالين أهل الأهواء من المبتدعة ولاتستمعي إلى ما يقولونه فتنطلي عليك شبهاتهم فإن شبهاتهم وإن كانت أوهى من بيت العنكبوت إلا أنها قد تنطلي على ضعيف الإيمان وقليل العلم، ولذلك فإن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يحذرون أشد التحذير من صحبة أهل الأهواء ومجالستهم، فكانوا يجتنبونهم ويؤثرون السلامة في دينهم على مجالستهم. وكذلك يجب عليك أن تتعلمي من علوم الشريعة ما يقوي إيمانك ويثبت يقينك. وتوسعي في قراءة كتب العقيدة على منهج أهل السنة والجماعة، ومنها كتاب " الإيمان " للدكتور محمد نعيم ياسين. وتوسعي في قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن ذلك كتاب " الرحيق المختوم" للمبا ركفورى، و" صور من حياة الصحابة" لعبد الرحمن رأفت الباشا، و" رجال حول الرسول" لخالد محمد خالد. أما اليهود والنصارى فلا شك في كفرهم وأنهم حطب جهنم، نص على ذلك القرآن الكريم في غير ما موضع، وفيه قوله تعالى: ِإنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ {البينة:6}. وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وأمرنا الله تعالى أن نسأل اجتناب طريقهما في كل ركعة من الصلاة أثناء قراءة سورة الفاتحة، قال تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ {الفاتحة:7}. والمغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى. ولقد قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار. رواه مسلم. وانظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1487 ،5750، 16091. ومن أهم أسباب الثبات والاستقامة سؤال الله الهداية، فاسألي الله بذل وإلحاح أن يرزقك الاستقامة والثبات على الصراط المستقيم، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه الترمذي وحسنه. ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800 ،33780 ، 19691.