عنوان الفتوى : التخلف عن الجماعة لمراقبة ماكينة لا يمكن تركها
رجل يراقب ماكينة بدقة ولا يسمح له بالتخلي عنها ولو دقيقة فإذا وصل وقت الصلاة لم يقدرعلى الصلاة حتى يأتي من يراقب في مكانه فماذا عليه أن يفعل وهل عليه أن يغير عمله لأنه يضيع صلاة الجماعة في عمله هذا. أفيدوني من فضلكم مع الأدلة من الكتاب والسنة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أداء الصلاة في الجماعة واجب على الرجل المستطيع، والتخلف عنها من صفات المنافقين، وقد ذكر العلماء أعذارا تبيح التخلف عن الجماعة، من هذه الاعذار الخوف على المال يستوي في ذلك مال نفسه ومال غيره، قال في المهذب وهو شافعي: ومنها أي أعذار التخلف عن الجماعة، أن يخاف ضررا في نفسه أو ماله أو يكون معه مرض يشق معه القصد والدليل ما روي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر قالوا يا رسول الله وما العذر قال: خوف أو مرض. انتهى. والحديث في سنن أبي داود. وقال في منح الجليل شرح مختصر خليل عند قوله وهو يذكر الأعذار التي تبيح التخلف عن الجمعة والجماعة وعذر تركها والجماعة شدة وحل ومطر وجذام ومرض وتمريض وإشراف قريب ونحوه وخوف على مال ـ له بال ولو لغيره. انتهى. وقال في التاج والإكليل قال ابن بشير: وكذلك خوف على مال غيره. انتهى. وقال سليمان بن أحمد المرداوي في الإنصاف وهو حنبلي: ومما يعذر به في ترك الجمعة والجماعة خوف الضرر في معيشة يحتاجها أو مال استؤجر على حفظه كنظارة بستان ونحوه أو تطويل الإمام. انتهى. وقال في منتهى الإرادات وهو حنبلي أيضا: ويعذر بترك جمعة وجماعة من يدافع أحد الأخبثين أو بحضرة طعام وهو محتاج إليه وله الشبع أو له ضايع يرجوه: قال المجد والأفضل ترك ما ير جو وجوده ويصلي الجمعة والجماعة، أو يخاف ضياع ماله أو قواته أو ضررا فيه أو ( ضررا) في معيشة يحتاجها أو )( يخاف ضررا) في مال استؤجر لحفظه ولو نظارة بستان. انتهى. هذه نصوص الفقهاء في جواز التخلف عن الجماعة بسبب عذر من هذه الأعذار ومنها الخوف على مال استؤجر عليه والمعيشة التي يحتاجها ـ وبه يعلم الأخ السائل أنه غير آثم في تخلفه عن الجماعة لمراقبة الماكينة ، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 14106، وننبهه إلى أنه لا يجوز الانشغال عن الصلاة بالكلية حتى يخرج وقتها.
والله أعلم.