الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صيد العصافير ليلا لا يختلف عن حكم صيدها نهارا لعدم وجود دليل يمنع منه، وليعلم أن صيدها للهو مكروه. ويحرم إذا كان يقتلها بغير قصد الذكاة لما فيه من الفساد. وأما صيدها للأكل فهو مباح. ولا حرج في رميها بالحجارة بنية الذكاة ويسمي عند الرمي ويبادر عند سقوطها ليذكيها إن كان بها بقية حياة، ولا بد أن يكون الحجر محددا، فإن كان له حد وعرض فلا بد من التأكد من إصابة الطير بحده لا بعرضة. قال الشيرازي في المهذب: وإن رماه بمحدد كالسيف والنشاب والمروة المحددة وأصابه بحده فقتله حل وإن رمى بما لا حد له كالبندق والدبوس أو بما له حد فأصابه بغير حده فقتله لم يحل، لما روى عدي بن حاتم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد المعراض قال: إذا أصبت بحده فكل وإذا أصبت بعرضه فلا تأكل فإنه وقيذ. وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم. وفي شرح حدود ابن عرفة ممزوجا بالنص في تعريف آلة الصيد: باب الآلة مايقطع اللحم لأسفل قوله: ما يقطع اللحم يشمل الزجاج والحجر الحاد وسائر الحديد... وفي أسنى المطالب للشيخ زكريا الأنصاري في تعريف آلة الصيد: وهي كل محدد يجرح بحده من حديد ورصاص وقصب وزجاج وحجر ونحوها. وراجع الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع: 38379،  20694، 3485، 41254.