عنوان الفتوى : تشديد الراء في التكبير والفاتحة
هل تشديد الراء في غير محله في الصلاة يبطلها عند التكبير مثلا، أو في لفظ "الصراط" في الفاتحة حيث إني أجد صعوبة في نطقها صحيحة وأضطر لإعادتها مرات، ويرجع هذا لخلل عندي في نطق حرف الراء من صغري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن كان سليم النطق بالحروف إلا أنه أبدل حرفا بحرف، كمن يبدل الراء لاما أو ياء أو يبدل السين ثاء أو جيما أو شينا، أو يسقط شدة حرف فصلاته صحيحة إن لم يمكنه التعلم، فإن أمكنه التعلم فلم يتعلم فصلاته باطلة، وأما إذا كان لا يستطيع النطق بالحرف لعلة خلقية فلا شيء عليه، وأما تشديد الحرف غير المشدد لغير علة فهي إساءة لا تبطل الصلاة، بخلاف عكسه فمبطلة، ومحل هذا في تكبيرة الإحرام والفاتحة. قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: لو خفف مع سلامة لسانه حرفا مشددا من الفاتحة أو أبدل به أي بحرف حرفا آخر كظاء بضاد بطلت قراءته لتلك الكلمة لتغييره النظم، وكإبدال ذال الذين المعجمة بالمهملة خلافا للزركشي ومن تبعه، نعم لو نطق بالقاف مترددة بينها وبين الكاف كما تنطق بها العرب صح مع الكراهة، جزم به الروياني وغيره. قال في المجموع: وفيه نظر. وخرج بتخفيف المشدد عكسه، فيجوز وإن أساء، ذكره الماوردي والروياني. اهـ.
وقال الإمام النووي: وإن كان اللحن الذي يغير المعنى في غير الصلاة فلا يمنع الاقتداء. انتهى، من "المجموع".
ويقول الإمام ابن قدامة رحمه الله: فإن أحال المعنى في غير الفاتحة لم يمنع صحة الصلاة ولا الائتمام به، إلا أن يتعمده فتبطل صلاتهما. انتهى.
وننبه السائل إلى أنه ينبغي أن يحذر من الوسوسة التي قد تفضي إلى التنطع المذموم والمشقة التي لم يكلف الله عباده بما يؤدي إليه.
والله أعلم.