عنوان الفتوى : أفضلية الجماعة في التراويح
أيهما أفضل صلاة القيام (التراويح) في المسجد أم صلاتها كما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صلاة التراويح جماعة في المسجد أفضل من صلاتها في البيت، والرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من سن الجماعة فيها في مسجده ثم تركها خشية أن تفرض علينا، ففي الصحيحين عن عائشة: أن النبي صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى الثانية فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفترض عليكم، وذلك في رمضان.
وأخرج أحمد وأصحاب السنن عن أبي ذر قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في الثالثة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فصلى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت له: وما الفلاح؟ قال: السحور. صححه الألباني.
قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدر في خلافة عمر. رواه البخاري ومسلم.
وكان عمر بن الخطاب هو أول من أحيا هذه السنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الصحابة على أبي بن كعب وتميم الدراي وأقره على ذلك جميع الصحابة.
والله أعلم.