عنوان الفتوى : الدعاء وحسن الخاتمة وسوؤها
ما العلاقة بين حسن الخاتمة وسوء الخاتمة والدعاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما يقضى به على المرء من حسن الخاتمة أو سوئها منه ما يكون واقعاً محتوماً وهو ما سبق في علم الله، ومنه ما يمكن صرفه بأسباب، وذلك هو القضاء المعلق المكتوب في صحف الملائكة، وقيل ما في اللوح المحفوظ، لأنه خرج عن الغيب لإحاطة بعض الملائكة به، فهو محتمل للتبديل، وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة، فمنهم من قال: إن ما كتب على الشخص من السعادة والشقاوة والغنى والفقر والعمر ونحو ذلك لا يتغير ولا يتبدل، وقال بعض العلماء إنه يجوز أن يتبدل ويتغير.
واحتج كل فريق بأدلة، وقد وفق الحافظ ابن حجر بين الرأيين فقال رحمه الله : والحق أن النزاع لفظي، وأن الذي يسبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل، وأن الذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامة، ولا يبعد أن يتعلق ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي، فيقع فيه المحو والإثبات كالزيادة في العمر والنقص.
وعليه، فإن المرء إذا كان في علم الله أن خاتمته ستكون سيئة، فإن الدعاء لا يغير من ذلك شيئاً، وإن كان سوء الخاتمة إنما كتب له وعلم عند الحفظة والموكلين فقط، ولم يكن ذلك مقضيا به عليه في علم الله، فإن الدعاء يغيره، وهذا الأخير هو الذي ورد فيه الحديث الشريف: لا يرد القضاء إلا الدعاء. ووردت فيه أحاديث أخرى.
والله أعلم.