عنوان الفتوى : مزاح الشابة مع الأجانب من الأمور المحرمة
أنا متزوجة وأبناء شقيقة زوجي شباب في مثل عمري وكنت دائما أمزح معهم أمام الجميع وأعتبر أن هذا أمر طبيعي وقد أدركت أن هذا خطأ بسبب ما حدث من أحدهم ففي آخر زيارة لي لمنزلهم فقد ثار وهاج بمجرد دخولي وألقى ما في يده وغادر المنزل وكان الواضح أنه يريد أن يقول إن زيارتي لأسرته غير مرغوب فيها وبعد ذلك كلمته في هاتفه الجوال دون علم أهله ودون علم زوجي وأوضحت له أن إسلوبه في التعامل لم يعجبني ورد علي بأن هذا هو أسلوب تعامله الدائم وأغلق الخط في وجهي دون أن أكمل كلامي، وفي اليوم التالي أرسلت له عدد 5 رسائل على الجوال كلها تحتوي على شتائم مثل (أنت عيل) أو (أنت تلزم مين؟) وقد رد على (3) رسائل منها بمثل ما أرسلته له وقد أوضح لي أنه لن يعاملني أي معاملة جيدة بعد اليوم حتى أمام الناس وأنه لن يدخل بيتنا ليزور خاله (زوجي) والآن أريد أن أعرف كيف أتعامل مع هذا الشخص بعد الآن، حيث إنني من الطبيعي أن أزور شقيقة زوجى حيث إن علاقتي بها جيدة جدا وتعاملني كأنني ابنتها ولكني أخشى أن يهينني أمام الأسرة وأمام زوجي وقد يؤدي ذلك إلى فضيحتي في الأسرة، أيضا فإنني لا أستطيع الامتناع عن زيارة شقيقة زوجي لأنني لن أجد سببا أقوله لزوجي للاعتذار عن الزيارة حيث إنني لم أخبر زوجي عما فعله هذا الشاب خوفا من أن يؤدي ذلك إلى حدوث قطيعة بين زوجي وأسرة شقيقته وقد تفهم الأمور على نحو خطأ علما بأن أسرته بالكامل تعاملني معاملة جيدة جدا وجميعهم يحترمونني، كما أريد أن أعرف كيف أعرف هذا الشخص أنه لا يهمني في شيء حيث إنه بمجرد دخولي منزلهم قد يهينني بأسلوب لا يفهمه إلا أنا وهو ثم يغادر منزلهم كما أنني لا أستطيع أن أكلمه في التليفون بعد أن أغلق في وجهي الخط، ولكني أريد أن أحافظ على شكلي أمامه وأمام الجميع بدون إهانات، أنا أعلم أن ما حدث كان خطأ مني ولكني أريد أن أصحح ما فات دون أن أغضب الله ودون أن يعلم زوجي خوفا من زوجي وحرصا على أولادي فيما بعديرجى سرعة الرد ضروري؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مزاح المرأة الشابة مع الرجال الأجانب من الأمور المحرمة لما فيه من إحداث الفتنة والخضوع بالقول، وقد قال الله سبحانه وتعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}، قال القرطبي في تفسيره: أي لا تلن القول، أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال. انتهى.
ولأن المزاح مؤد إلى الضحك وقد نص بعض أهل العلم على أن تضاحك الأجنبية مع الأجنبي حرام يوجب تعزيرا، كما نص عليه صاحب مواهب الجليل بقوله: ومن تغامز مع أجنبية أو تضاحك معها ضربا عشرين. انتهى.
ومن هذا يتضح للأخت أنها قد أتت إثماً يجب عليها التوبة منه وهو ممازحتها لهؤلاء الشباب الأجانب عليها وإن كانوا أقارب لزوجها، ثم إن الاتصال بهذا الشاب فيه من المحاذير الشرعية والمفاسد ما لا يخفى وأهون ذلك أن يقوم هذا الشاب بإفساد علاقتها بزوجها من خلال ادعائه أن بينها وبينه علاقة مما قد يحدث الشكوك لدى زوجها وإفساد سمعتها بين الناس.
وعلى العموم فالذي ننصح به هو ترك المزاح مع أبناء أخت زوجك وغيرهم من الرجال، ثم الحذر من مخالطة الرجال الأجانب والحديث معهم إلا في أمور أقرتها ضوابط الشرع، هذا هو الذي يجب عليك الآن أن تفعلي وهو السبيل الوحيد لتصحيح الخطأ الذي صدر منك وهو المخرج من الموقف الحرج الذي أنت فيه، وما سوى ذلك قد يجرك إلى ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 22064، والفتوى رقم: 14400.
والله أعلم.