عنوان الفتوى : الترغيب في السعي لقضاء حوائج الناس وتفريج كرباتهم
أنا أعمل، وقد مرت إحدى صديقاتي بمشكلة مالية، وأنا أريد مساعدتها، ولكني لا أعرف ما نوع المشكلة، والذي أعرفه أن عليها دينا، هل أساعدها وأنا لا أعرف أين تذهب الأموال، حيث هدفي هو إفراج همها في مرضات الله سبحانه وتعالى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تريدين القيام به من مساعدة صديقتك هو من أعظم أعمال البر، ومن أفضل أعمال الخير، وقد ورد الترغيب في السعي في قضاء حوائج الناس، ففي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.
وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وتألمك لما وقعت فيه صديقتك دليل الإيمان، ففي الحديث: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. رواه البخاري.
وعليه، فمساعدتك لهذه المرأة ليست أمراً مباحاً فحسب، بل هي من الطاعات والقربات فلك فيها عظيم الأجر إن شاء الله، هذا ما لم تعلمي يقيناً أو ظناً غالباً أن هذا المال سيستخدم في الحرام، أما مجرد الشك فلا عبرة به، لأن الأصل في المسلمين السلامة.
والله أعلم.