عنوان الفتوى : الإخلال بالحقوق بين الزوجين يؤدي إلى تفاقم المشاكل

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا متزوج منذ 16 سنة و لديَ بنت 11 سنوات و طفل 5 , و قد بدأت خلافاتي تكثر بيني و بين زوجتي بشكل شبه يومي و تطورت الأمور لحد الضرب و الشتم و الإهانات بيننا , و بدأت زوجتي تطلب الطلاق و تلح عليه بشكل كبير و من المؤسف أن يتزامن هذا الانفجار في المشكلة مع وفاة والدها الذي كنت أحبه لدرجة لا توصف و هو كذلك , ووالدتها طيبة لحدًٍ لا يوصف و لكن زوجتي حالياً تصعّد الأمور و يرجع ذلك بسبب الشكّ و الغيرة التي تنتابها بشكل جنوني و بسبب سوء النيّة و بسبب إهمال أهلي للقيام بواجب العزاء اتجاه والدها حين وفاته و عدم تعزيتها به . كما أنَ طبيعة عملي في القطاع الخاص يتطلًب تنقلي أحيانا من شركة لأخرى و من بلدٍ لآخر و حالياً أنا أنتظر الفرج من الله , و زوجتي دائماً تؤنبني و تعيّرني عندما أكون بلا عمل , و تقوم بقذف إحدى قريباتي و تتهمها بإقامة علاقة معي من غير أي دليل على ذلك و تقذفني بالقيام بعلاقات غير شرعيّة مع أي فتاة , في العمل أو أيّاً كانت و تتكلّم معي بصوت عالٍّ و نبرة أشبه ما تكون بلهجات النساء غير المؤدبات و بأسلوب ملئ بالاحتقار و الشك و النيّة السيئة و الريبة . نصحتها , هجرتها, ضربتها, و لم أجد حلاً حالياً سوى الصبر و أحياناً أحتسب عند الله و أخرى أدعو الله بالانتقام منها لفضح مشاكلنا أمام أهلها و تشويه سمعتي و تشويه صورتي أمام أولادي و لعدم كتمها ما أمر الله به من ستر المشاكل بين الزوج و الزوجة , مع العلم بأنّني لا أملك منزلا في بلدي مما يستدعيني أن أنزل معها لدى بيت والديها و تقوم كثيراً بطردي و إهانتي من منزلها و عندما أهمّ بذلك تشترّط عليّ بعدم إخبار والدتي بأيّ مشكلة و تأمرني بعدم الذهاب إليها مع العلم بأنّه ليس لي سوى منزل والدتي و التي هي أصلاً جزء من المشكلة . و لذلك قرّرت أن أكتب لكم و أستشيركم سائلاً المولى عزّ و جلّ أن تهدوني لحلٍّ إسلامي و جزاكم الله عن المسلمين كل خير ...

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن يعلم أن العلاقة بين الزوجين مبنية على الود والاحترام المتبادل ومما يعين على استمرار ذلك أداء كل من الزوجين الواجب عليه للآخر وقد يبنا طرفا من الحقوق الزوجية في الفتوى رقم: 27662.

ولاشك أن الطرفين إذا أخلا بهذه الحقوق أو بعضها فإن الخلاف سيدب والمشاكل ستتفاقم لذلك، والعقلاء هم من يتفادون حدوث ذلك وإن حصل شيء منه بادروا إلى إصلاح الخلل وقطع الأسباب المؤدية إلى ذلك.

ولعل مما يساعد على إصلاح الخلل وقطع سبب تذمر الزوجة هو أن تبذل الجهد في تحصيل عمل وتأسيس بيت مستقل ولو بالإيجار لينحل بذلك كثير من أسباب الخلاف مع زوجتك ولتكبر في عينها وستسير الأمور إلى الوفاق إن شاء الله تعالى.

وقبل أن ييسر الله تعالى هذا فلا بد من الصبر على هذه الزوجة والتلطف بها ومحاولة إقناعها بالعدول عن هذا السلوك غير القويم وتذكيرها بخطورة عواقبه على العلاقة الزوجية وتربية الأبناء.

ولتعلم هذه المرأة أن سب الزوج وشتمه معصية توجب التوبة كما بينا في الفتوى رقم: 4373 والفتوى رقم: 1032.

أما فيما يتعلق بقذف هذه المرأة لزوجها وقريباته فإن كان المقصود هو اتهامه بالزنا بشكل صريح أو كناياته التي عليه في عرف البلد فهذا كبيرة عظيمة إذا لم تقم على ذلك بينة وهي أربعة  شهود وانظر الفتوى رقم: 17640 والفتوى رقم: 29732.

والله أعلم.