عنوان الفتوى : دخول الوقت شرط في صحة الصلاة
نعلم أن وقت صلاة الصبح يكون بظهور الغلس أو الإسفار وفي مدينتنا الوقت لا تنطبق عليه هذه الصفات السابقة الذكر حيث تكون الصلاة قبل هذا الوقت أي في الظلام أفيدونا أفادكم الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن دخول وقت الصلاة شرط لصحتها: لقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) [النساء: 103].
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المواقيت بياناً واضحاً لا لبس بعده. ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه بيان وقت كل صلاة، وجاء فيه أن وقت الصبح من طلوع الفجر. والحديث ثابت في صحيح مسلم، وفي حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل عليه السلام فقال له: "(قم فصله فصلى الظهر حين زالت الشمس، إلى أن قال: ثم جاءه الفجر حين برق الفجر أو قال سطع الفجر)" رواه أحمد والنسائي والترمذي. فعلى من لم يتحقق دخول الوقت أن ينتظر تحققه ليوقع الصلاة في وقتها، فإن منعه مانع من تحقق دخوله كضباب أو سحاب أو أنوار فلا مانع من أن يستند إلى آلة التوقيت الموثوق بانضباطها، وبما أن السائل ذكر أن الصلاة التي يسأل عن صحتها وقعت في الظلام فنقول له: إن وجود الظلام لا يتنافى مع طلوع الفجر، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فتشهد معه النساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس، والغلس معناه الظلام، أو اختلاط ظلام الليل بضياء الصبح، فمعنى الحديث أن هؤلاء النسوة كن يصلين ويرجعن إلى بيوتهن، والظلام ما زال موجوداً مانعا من معرفتهن. وأما تأخير الصلاة إلى الإسفار كما أشار إليه السائل فإن الحديث الوارد فيه معناه عند الجمهور الأمر بتحقق طلوع الفجر حتى لا تقع الصلاة في أعقاب الليل، أو معناه طول القراءة في الصلاة حتى لا تنتهي إلا عند الإسفار، وليس معناه تأخير إقامتها إلى الإسفار، على الصحيح من أقوال أهل العلم.
وفي الأخير نقول: إن المدار في صحة الصلاة على تحقق دخول الوقت، فمن تحققه صلى، ومن لم يتحققه فلا تجوز صلاته ولا تجزئه. ويمكن في هذه الأزمان الاعتماد على التقويم الذي يحدد أوقات الصلوات. ووقت طلوع الشمس وغروبها وهو دقيق إلى حدٍ كبير، فيمكن ضبط الوقت به، وإيقاع صلاة الفجر قبل طلوع الشمس بوقت كاف يتحقق معه طلوع الفجر، ولا يترتب عليه تأخير الصلاة عن وقتها.
والله تعالى أعلم.