عنوان الفتوى : من كثر منه السهو حتى صار كالوسواس
تعاني إحدى الأخوات من شرود الذهن أثناء الصلاة فتصلي الصلاة جلها بخشوع ثم تشرد قرب نهايتها فتخطئ فتسجد السهو ولكنها كانت ساهية في السهو فتشك في سجود السهو! أو تصلي فتشرد في أول الصلاة ثم تتنبه فتكمل الصلاة بإحسان دون شرود ولكنها تشرد قرب النهاية فتنسى سجود السهو!. مع العلم بأن هذا الأمر يتكرر كثيرا كما أن هذه طبيعتها فهي تنزل من السيارة فلا تغلقها أو تترك باب الشقة مفتوحا كما تمشي في الطريق شاردة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم الشفاء التام للأخت المذكورة بما تعانيه، ثم نقول: إذا كثر عليها السهو حتى أصبح بمثابة الوسواس فلا تلتفت إليه ولا يلزمها سجود سهو رفعا للحرج والمشقة.
قال المرداوي في الإنصاف: قال ابن أبي موسى ومن تبعه: من كثر منه السهو حتى صار كالوسواس فإنه يلهو عنه لأنه يخرج به إلى نوع مكابرة فيفضي إلى الزيادة في الصلاة مع تيقن إتمامها ونحوها فوجب اطراحه. انتهى.
وقال البهوتي في كشاف القناع: وعند المالكية من كثر عليه السهو وتيقن ما سها عنه أصلحه بأن يأتي به ولا سجود عليه، قال الدسوقي في حاشيته: والسهو المستنكح هو الذي يسهو ويتيقن أنه سها، وحكمه أنه يصلح ولا سجود عليه. انتهى.
وسهوها في سجود السهو لا يترتب عليه سجود سهو آخر، ففي تحفة المحتاج: ولو سجد للسهو ثم سها بنحو كلام لم يسجد ثانيا لأنه لا يأمن من وقوع مثله فربما تسلسل. انتهى.
وحول شرود الذهن في الصلاة والسرحان فيها يرجى مراجعة الفتوى رقم: 6598، وما دامت الأخت المذكورة تعاني مما ذكرت في أغلب أوقاتها فلا بأس بإحضارها إلى طبيب نفسي ثقة للنظر في حالتها.
والله أعلم.