عنوان الفتوى : الصفح عن المسيء يغني عن الاعتذار
نمت علاقة حب بيني وبين أحد الزملاء، وأصبحنا نتحدث... لكي نتعرف على بعضنا أكثر، وكانت هناك نية للزواج، ومع مرور الوقت أدركت الخطأ، وابتعدت، وأستغفر ربي، لكي يتوب علي، وإن كان الخير لنا في أن نكون سوياً، فسيجمعنا الله في الحلال، وما يرضيه، وهو أيضا أدرك الخطأ، لكنه خلال فترة حديثنا آذاني جدا، وجرح قلبي، وقد حاولت أن أخبره أكثر من مرة بذلك الخطأ، لكي يصلحه، وأن يطيب خاطري، لكي لا يحمل خطيئتي، ولكي لا يحاسبه الله على وجعي، لكنه كان يجرح قلبي أكثر، ويؤلمني أكثر برده، وتصرفاته، فهل يجوز أن أدعو الله بأن يجعله يدرك كيف آذاني، وجرحني، وأن يجعله يندم على أذيتي، ويأتي ليعتذر مني، ويستسمح، لكي أستطيع أن أسامحه بعد أن يسامحني، ويسامحه رب العالمين؟ وهل سيحاسبه ربي على جرحه لقلبي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتِ بتوبتكِ من هذه العلاقة، ووقوفكِ عند حدود الله في معاملة هذا الشاب، وغيره من الأجانب، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحذر من استدراج الشيطان، وحيل النفس التي قد تفسد عليه توبته؛ فاثبتي على توبتكِ، واحذري من اتباع خطوات الشيطان؛ فلا تشغلي نفسك بهذا الشاب، وإذا كان آذاك قبل ذلك، أو أساء إليك؛ فاصفحي عنه، وسامحيه، ولا حاجة حينئذ لاعتذاره لك، واشغلي نفسك بما ينفعك، ويقربك من ربك، واسألي الله أن يعينك، ويرزقك الزوج الصالح الذي يعفك، وتقر به عينك.
والله أعلم.