عنوان الفتوى : الكذب، وغش الشريك، من خيانة الأمانة، وأكل المال بالباطل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تم إنشاء شركة بين 4 أفراد على أساس المشاركة بالمال والمجهود. تم شراء مجموعة من الأجهزة لبيعها، وهناك واحد من الشركاء لم يعد يشارك بوقته ومحاولة تسويق الأجهزة.
هل يجوز بيع الجهاز ب 1000 جنيه، وإخباره بأن الجهاز تم بيعه ب 800 جنيه؛ وذلك لأنه لم يعد يشارك بوقته أو مجهوده في الشركة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز ذلك؛ لما فيه من الكذب، وغش الشريك، وخيانة الأمانة، وأكل المال بالباطل، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ {النساء: 29}، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27}.

وقال رسول الله في خطبته في حجة الوداع في أيام التشريق: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ... ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا؛ إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد، وحسنه الألباني.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. قال المنذري في الترغيب: رواه الطبراني في الكبير والصغير بإسناد جيد، وابن حبان في صحيحه. اهـ. وصححه الألباني.

وأما عدم مشاركة الشريك بوقته أو جهده في الشركة، فهذا يعالج بإلزامه بما يجب عليه، أو تعديل بنود عقد الشركة بالاتفاق، أو فسخ الشركة بالكلية؛ فإن الشركة من العقود الجائزة لا اللازمة، فيحق لكل شريك فسخ عقد الشركة بإرادة منفردة.

وراجع في ذلك الفتويين: 238543، 48733.

والله أعلم.