الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بدّ من التنبيه أوّلا على أن الدم الخارج من اللثة إذا كان يكثر خروجه غالبا، فإنه يعفى عنه للمشقة، وبالتالي: فلا يلزم غسله، ففي حاشية أحمد الرملي على أسنى المطالب، وهو شافعي: قال الأذرعي: لا يبعد أن يقال من عمت بلواه بدم لثته، بحيث يجري دائما، أو غالبا أنه يتسامح بما يشق الاحتراز عنه، ويكفي بصقه الدم، ويعفى عن أثره، ولا سبيل إلى تكليفه غسله جميع نهاره، إذ الفرض أنه يجري دائما، أو يترشح، وربما إذا غسله زاد جريانه. اهـ.

وقال الشيخ محمد عليش في فتح العلي المالك: ما قولكم فيمن دميت لثته، أو أسنانه غلبة، هل يجب عليه طرحه؟ وهل يؤمر بغسل فمه منه؟ أو ابتلعه وهو صائم، فهل يفطر، أو كيف الحال، أفيدوا الجواب؟ فأجبت بما نصه: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله: إن كثر عليه ذلك، ودام به، عفي عنه، فلا يؤمر بطرحه، ولا بغسله، ولا يفطر بابتلاعه، وإلا أمر بطرحه حتى يذهب أثره من الريق. انتهى.

وإذا أردتّ تطهير الدم المذكور بالماء المتغير بالملح فهذا مجزئ عند بعض أهل العلم، فهو مذهب أبي حنيفة، ورواية عند الحنابلة، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، ويجوز لك تقليد هذا القول، وانظر التفصيل في الفتوى: 21668.

والله أعلم.