عنوان الفتوى : حكم غيبة المجهول
هل قول مثلا: "نجلاء تفعل كذا وكذا" مع كون نجلاء غير معروفة للمستمع أبدا يعتبر غيبة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن غيبة المجهول عند السامع لا يدخل في حد الغيبة، ولكن ذكر اسم الشخص إن كان يمكن معرفته بعد البحث لا يبعد أن يدخل في حد الغيبة ولو كان السامع لا يعرفه ابتداء.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: فَإِنْ كَانَ مَجْهُولًا لَا يُعْرَفُ بَعْدَ الْبَحْثِ فَهَذَا لَا حَرَجَ فِيهِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ ... وَقَدْ قَالَ إبراهيم: لا يكون غيبة ما لم يُسَمِّ صَاحِبَهَا بِاسْمِهِ، أَوْ يُنَبِّهْ عَلَيْهِ بِمَا يَفْهَمُ بِهِ عَنْهُ. اهــ مختصرا.
وقوله: "عِنْدَ بَعْضِهِمْ" يفهم منه أنه يعد غيبة عند آخرين، فعلى المسلم أن يصون لسانه عن ذكر عيوب الناس، وألا يذكرهم بما يكرهونه، وألا يسمي الناس بأسمائهم؛ فإنهم ربما عُرِفوا بعد ذلك فيكون قد دخل في الغيبة المحرمة، وباء بإثمها.
والله أعلم.