عنوان الفتوى : الزيارة من غير ميعاد.. رؤية شرعية أدبية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يجوز أن تزور بيت أبيك فجأة، دون أن تعلمه بمجيئك، حيث اعتاد أخي، وزوجته أن يزوروا منزل أبي، وأمي، وأنا أعيش معهما فجأة، دون سابق إنذار، ودون الاتصال قبلها بيوم مثلا، كي نستعد بالتنظيف، والترتيب، وتهيئة المنزل، فيأتيان بغتة دون استئذان، أو سابق إنذار، وقد يكون الوالدان غير مستعدين، أو غير راضيين عن تلك الزيارة المفاجئة؟ وما حكم ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن إعلام أهل البيت المزورين بالزيارة مسبقا أولى، حتى يكونوا على استعداد، ولكن هذا ليس واجبا، بل يجوز الذهاب لزيارة الأقارب دون إعلامهم مسبقا بالزيارة، والمهم أن لا يدخلَ الزائرُ البيتَ دون استئذان، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {سورة النور:27}.

ولا بد من الاستئذان ولو كان الزائر ولدا، ما دام لا يسكن مع أبويه، قال الخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: وَلَا يَجُوزُ دُخُولُ بَيْتِ شَخْصٍ إلَّا بِإِذْنِهِ، مَالِكًا كَانَ، أَوْ مُسْتَأْجِرًا، أَوْ مُسْتَعِيرًا، فَإِنْ كَانَ أَجْنَبِيًّا، أَوْ قَرِيبًا غَيْرَ مَحْرَمٍ، فَلَا بُدَّ مِنْ إذْنٍ صَرِيحٍ، سَوَاءٌ أَكَانَ الْبَابُ مُغْلَقًا أَمْ لَا، وَإِنْ كَانَ مَحْرَمًا، فَإِنْ كَانَ سَاكِنًا مَعَ صَاحِبِهِ فِيهِ لَمْ يَلْزَمْهُ الِاسْتِئْذَانُ، وَلَكِنْ عَلَيْهِ أَنْ يُشْعِرَهُ بِدُخُولِهِ، بِتَنَحْنُحٍ، أَوْ شِدَّة وَطْءٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، لِيَسْتَتِرَ الْعُرْيَانُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَاكِنًا، فَإِنْ كَانَ الْبَابُ مُغْلَقًا لَمْ يَدْخُلْ إلَّا بِإِذْنٍ. اهــ.

وأما كون أهل البيت ليسوا مستعدين لاستقبال الضيف، فيمكنهم أن يعتذروا عن استقباله، ولا يأذنوا له بالدخول، وينصرف حينئذ، لقول الله تعالى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {سورة النور:28}.

قال في أضواء البيان: إِذَا قَالَ أَهْلُ الْمَنْزِلِ لِلْمُسْتَأْذِنِ: ارْجِعْ، وَجَبَ عَلَيْهِ الرُّجُوعُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ {24 28} وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَتَمَنَّى إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَى بَعْضِ أَصْدِقَائِهِ أَنْ يَقُولُوا لَهُ: ارْجِعْ، لِيَرْجِعَ، فَيَحْصُلَ لَهُ فَضْلُ الرُّجُوعِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ: هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ـ لِأَنَّ مَا قَالَ اللَّهُ إِنَّهُ أَزْكَى لَنَا، لَا شَكَّ أَنَّ لَنَا فِيهِ خَيْرًا، وَأَجْرًا. اهــ.

والله أعلم.