عنوان الفتوى : هل يلزم كسوة الكعبة باللون الأسود
لون الإسلام أبيض لماذا لون سترة مكة الأسود وليس الأبيض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام يستخدم جميع الألوان ولم نعلم ـ فيما اطلعنا عليه ـ عليه أنه اتخذ لونا خاصا به.
صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم .. رواه أحمد فهي ليست خير الثياب لكنها من خير الثياب
ويدل على ذلك مافي الصحيحن عن البراء بن عازب رضي الله عنه ـ قال : رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حلة حمراء ما رأيت شيئا أحسن منه.
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم ـ دخل مكة يوم الفتح الأعظم وعليه عمامة سوداء كما في صحيح مسلم وغيره, كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم عقد الألوية والرايات السود, فمن ذلك ما رواه أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص وعنده راية سوداء. وفي مسند الشاميين كان لرسول صلى الله عليه وسلم لواء أسود ...
وهكذا كان الخلفاء الرشدون والصحابة رضوان الله عليهم يستخدمون الألوان كلها في لباسهم وراياتهم وألويتهم..
وأما كسوة الكعبة بالسواد فلم يكن من قِبَل الشرع, لأنها كانت تكسى بكل الألوان قبل الإسلام وبعده, فقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح والأزرقي في أخبار مكة: أن الكعبة كانت تكسى بالأبيض والأسود والأخضر والأصفر.. إلى أن جاءالناصر العباسي فكساها ديباجا أخضر ثم كساها ديباجا أسود، فاستمر إلى الآن اهـ. من فتح الباري بتصرف، وأخبار مكة للأزرقي بتصرف أيضاً
والله أعلم.