عنوان الفتوى : التوبة من الإهمال الذي تسبب في أذى الحيوان
تركت قفص الدجاج مفتوحًا في الليل، مع العلم أنني أغلقه يوميًا، حتى لا تتعرض لأذى بسبب الحيوانات الليلية، مثل الثعالب، والقطط، ولكني في إحدى المرات، لم أغلق عليها باب القفص؛ بسبب تكاسلي؛ لأني كنت قادمة متعبة من العمل، وأعاني من وعكة صحية، فقلت: لن يصيبها شيء؛ لأنني كنت في بعض المرات السابقة أنسى، ولا أغلق عليها، ولا يصيبها أي أذى، ولله الحمد، ولكن هذه المرة، أهملت، وتكاسلت عن غلق الباب عليها، فهاجمتها القطط، وقتلت بعضًا منها.
وأنا الآن نادمة، وأشعر بالذنب، فكيف أكفر عن خطئي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا، فإنني أشعر بالضيق؛ بسبب الذي حدث.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تتوبي إلى الله، وتستغفريه من إهمالك الذي أدى إلى قتل القطط للدجاج. وليس هناك كفارة خاصة. واعلمي أن المسلم مأمور بالتوبة على كل حال، وليست التوبة متوقفة على جزم العبد بوقوعه في الإثم، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.
والتوبة مشروعة مما يظن، أو يشك في كونه إثما. جاء في الآداب الشرعية: تلزم التوبة شرعًا كل مسلم مكلف قد أثم، من كل ذنب، وقيل: غير مظنون.
قال في نهاية المبتدئين: تصح التوبة مما يظن أنه إثم، وقيل: لا، ولا تجب بدون تحقق إثم...
قال الشيخ تقي الدين: فمن تاب توبة عامة، كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها، إلا أن يعارض هذا العام معارض يوجب التخصيص، مثل أن يكون بعض الذنوب لو استحضره، لم يتب منه؛ لقوة إرادته إياه، أو لاعتقاده أنه حسن. اهـ.
والله أعلم.