عنوان الفتوى : لا مانع من استيراد أطباء لحليب أطفال، يكتبونه لهم، والورع تجنُّب ذلك
نحن مجموعة من أطباء الاختصاص، وبحكم عملنا فإننا نكتب أحيانًا الحليب الاصطناعي لبعض الأطفال حسب حاجتهم. وقد فكرنا في مشروع في القطاع الخاص، بأن نتشارك في استيراد وتوزيع حليب من النوعية الجيدة، وبسعر مناسب. ولن نجبر المريض على شراء نوع رديء، أو بسعر أغلى من السوق، والمريض مخير أصلاً في شراء أي نوع يختاره، علمًا أنه في بلدنا يوجد أكثر من 15 إلى 20 نوعاً مختلفًا من الحليب، وكلها نوعيات متشابهة من حيث الجودة، مع تفاوت قليل في السعر.
لكننا لم نبدأ مشروعنا خوفاً من التحريم، حيث يمكن أن تميل أنفسنا لكتابة النوع الذي استوردناه، علماً أنه جيد ومناسب -كما ذكرت سابقًا- ولن نصف حليبًا لطفل وهو ليس بحاجة إليه.
فهل هناك شبهة في قيامنا بالمشروع، أم إنه حلال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا النوع الذي ستستوردونه لا يقل في الجودة، ولا يزيد في السعر عن أمثاله من أنواع الحليب، واقتصر وصفه لمن يحتاجه بالفعل، بحيث ينتفي الغش في كتابته دون غيره من أنواع الحليب، فلا نرى مانعًا من ذلك.
وانظر للفائدة، الفتويين: 93672، 54212.
ومع ذلك، فالأورع والأبرأ للذمة، أن يبتعد أطباء الاختصاص عن المتاجرة في سلعة تتعلق بمجالهم. لكون ذلك ذريعة لمحاباة أنفسهم على حساب المرضى، وعلى حساب بقية التجار في هذا المجال.
والله أعلم.
