عنوان الفتوى : التربح من الفيديوهات على الإنترنت بين الجواز والحرمة
أريد أن أسأل عن فيديوهات التيك توك، وهل الربح منها حلال إذا كانت الفيديوهات شخصية، وفيها غناء؟
ليس لي معيل، ولا يوجد أكل ولا شيء، حتى الاحتياجات الأساسية لا توجد. ولا توجد طريقة أخرى أحصل بها على الفلوس، وإذا لم أحصل على الفلوس فيمكن في أي لحظة أن أصبح في الشارع.
فهل هي حلال للضرورة؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفيديوهات على التيك توك أو غيره، لا بأس من التربح منها إذا كان محتواها مباحا نشره.
أما ما كان محتواه محرما كالغناء المحرم سواء كان المغني رجلا أو امرأة، فلا يجوز نشره، ولا التكسب من ورائه؛ لأن الله -تعالى- إذا حرم شيئا حرم ثمنه؛ لما رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها، وأكلوا أثمانها، وإن الله -عز وجل- إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه.
قال ابن عقيل في «كتاب الفنون»: لا شك أن من مذهب أحمد تحريم عوض كل محرم ..
واستدل في تحريم عوض الحرام بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فباعوها، وأكلوا أثمانها، إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه". اهـ.
واعلمي أن احتياجك للمال لا يبرّر لك الدخول في عمل محرم، بل عليك أن تستعفي، وتتقي الله. وتبحثي عن طريق مباح، والله ذو الفضل العظيم، وهو الرزاق ذو القوة المتين، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى الله أحدا من عطاء أوسع من الصبر. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما. وصححه الألباني.
وإذا اضطررت لهذا العمل المحرم، ولم تجدي ما تنفقينه على نفسك، ومن تلزمك نفقته، بعد البحث. فيباح لك هذا العمل إلى حين وجود عمل آخر مباح، ويلزمك أثناء ذلك البحث والاجتهاد في الحصول على العمل الحلال.
والله أعلم.