عنوان الفتوى : مصيبة فقد المال أهون بكثير من مصيبة فعل الفاحشة
أنا شاب مغترب في إحدى الدول العربية، فكرت بفعل الزنا؛ لأني في حاجة شديدة لهذه الغريزة، مع العلم أني محافظ على الصلوات، ولله الحمد.
ولكن في يوم عقدت النية، واتفقت على ارتكاب الحرام، ولكن للأسف وقعت ضحية للخديعة، ولم أرتكب الحرام، ولكن خسرت المال.
فهل أحزن على فقدان المال، وخاصة إذا كان في وجه الحرام، أو أفرح؛ لأن الله نجاني من الزنا؟
وأرجو الدعاء لي بالزواج العاجل، وأن يحصنني الله من فتنة النساء.
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الضرر الذي يقع للمرء بفقد ماله، لا يقارن بالضرر الذي يقع بدينه، فلا تحزن على ما فاتك من الدنيا، واحمد الله -تعالى-، وافرح أن صرفك عن الوقوع في الزنا، فإن الزنا من كبائر الذنوب، قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}، وقال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:68 - 70}.
وعليك يا عبد الله أن تتوب إليه توبة نصوحا من العزم على فعل تلك الفاحشة، فإنه ذنب يستوجب التوبة، وخذ بالأسباب التي تعينك على حفظ نفسك من الحرام، وفق ما بيَّناه مفصلًا في الفتوى: 360559.
والله أعلم.