عنوان الفتوى : العمل في توزيع وتصليح الصناديق التي قد توضع فيها أشياء محرمة
أعمل في شركة تتعامل مع المحليات في المدينة، فتوزع هذه الشركة صناديق للمنازل والمحلّات التجارية، وتصلحها إذا كانت مكسورة؛ وذلك لتوضع فيها الأشياء التي يمكن إعادة تصنيعها -مثل الكرتون، والزجاج، والقارورات البلاستيكية، والمعادن، وغيرها-، وأستبدل الصناديق القديمة الفارغة التي لا يمكن إصلاحها بصناديق جديدة.
وبما أن هذه الدولة غير إسلامية، فبعض أصحاب هذه الصناديق قد يضعون داخل هذه الصناديق قوارير كحول فارغة، وكراتين ومعادن وقوارير بلاستيكية، مع العلم أنه ليس من عملي أن أفرّغ تلك النفايات أو أحملها، وإنما عملي هو توزيع الصناديق الجديدة، أو أخذ الصناديق القديمة الفارغة -ولا أعلم ما بداخلها-، أو إصلاح الصناديق المكسورة -كغطاء الصناديق، أو عجلات الصناديق-.
الصناديق التي تحتاج إلى إصلاح أحيانًا تكون فارغة، وأحيانًا يكون فيها نفايات، فهل يجب عليّ تفتيشها عندما أصلحها لكي أعلم ما بداخلها، أم أصلحها دون النظر إلى ما بداخلها؟ وهل عملي هذا حرام أو حلال؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعملك في توزيع واستبدال وتصليح هذه الصناديق التي توضع فيها الأشياء التي يعاد تدويرها، لا حرج فيه، ولو كانت آنية الخمر من ضمن هذه الأشياء؛ لأن الانتفاع بآنية الخمر في المباح مباح، والإعانة عليه مثله، قال القرطبي في المفهم: ... دليل على أن أواني الخمر إذا لم تكن مضرَّاة بالخمر؛ أنه يجوز استعمالها في غير الخمر، إذا غسلت. اهـ.
وعُلم من هذا؛ أنه لا يلزمك تفتيش هذه الصناديق عند إصلاحها.
والله أعلم.