عنوان الفتوى : التحلي بالصبر في الدعوة إلى الله مطلوب من الداعية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي أصدقاء معي في حجرة للدراسة وهم لا يصلون ولا يذكرون الله إلا قليلا أو لا يذكرونه طول اليوم إلا للحلف أو القسم وأنا الحمد لله لا يوجد للشيطان باب للدخول إلي أنا أريد ما حكم مصادقة أو متابعة مثل هاولاء الأصدقاء ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام الساكنون معك بالصفة التي ذكرت فمهمتك أن تجتهد في نصحهم ودعوتهم إلى طريق الاستقامة، مع مراعاة الحكمة في ذلك والتدرج، واتخاذ الأسلوب والوقت المناسبين، والاستعانة بالصالحين من المشائخ والشباب الذين يمكنك اللقاء بهم، وأن تجلب لهم بعض الأشرطة والكتب التي تعالج الانحراف الواقع فيه هؤلاء الشباب، عسى الله أن يجعل هدايتهم على يديك وفي ذلك من الأجر ما لا يخفى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه.

ومن الأهمية بمكان التحلي بالصبر في هذا الأمر اقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم ببقية أولي العزم من الرسل، فقد قال الله تعالى مخاطباً رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ(الاحقاف: من الآية35)، ولك أسوة في صبر نوح عليه الصلاة والسلام على دعوة قومه إلى الحق مع عنادهم وابتعادهم عن قبول ما يدعوهم إليه من عبادة الله وتوحيده، حيث قال: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً*فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً*ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً*ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً(نوح:5-9)، ولا بد أن تفرق بين مقامك معهم للدعوة وبين اتخاذهم أصدقاء، فالأول هو المطلوب دون الثاني بحيث تظهرلهم عدم رضاك عما هم عليه، وأنهم لو استقاموا لكنت صديقا وفياً لهم ونحو ذلك، فإن خشيت على نفسك الانحراف بالبقاء معهم فابتعد عنهم، ولا تخالطهم إلا لما لا بد منه ضمن الضوابط والحدود الشرعية، وننبهك إلى أن قولك (وأنا والحمد لله لا يوجد للشيطان باب للدخول إلي) لا ينبغي لما فيه من دعوة للغرور والاحتقار للآخرين، لأن المسلم ينبغي له أن ينظر إلى نفسه بعين التقصير وإلى غيره لا سيما العصاة بعين الشفقة وحب الخير لهم، وكره ما هم عليه من المعاصي.

والله أعلم.