عنوان الفتوى : للمؤمنين في الجنة قصور من لؤلؤ كما لخديجة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل بيت السيدة خديجة الذي هو من لؤلؤ في الجنة خاص بها؟ أم يمكن أن يكون للمؤمنين قصور أيضا من لؤلؤ؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد روى الشيخان في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ، وَلاَ نَصَبَ. اهــ.

وهذا الحديث لا يفيد أن البيت من اللؤلؤ في الجنة خاص بخديجة ـ رضي الله عنها ـ دون من سواها من أهل الجنة، بل ورد أن للمؤمنين بيوتا في الجنة من لؤلؤ، وأن للخليل إبراهيم ـ عليه السلام ـ قصرا من لؤلؤ، ولعمر أيضا، كما في صحيح ابن حبان عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ لُؤْلُؤٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. اهــ.
قال ابن القيم في كتابه حادي الأرواح: وقد روى ابن أبي الدنيا من حديث يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لقصرا من لؤلؤ ليس فيه صدع ولا وهن، أعده الله عز وجل لخليله إبراهيم. اهــ.
وجاء في صحيح مسلم أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمِ الْمُؤْمِنُ، فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. اهــ.

والله أعلم.