عنوان الفتوى : حصل لها مضايقات بعد إبلاغها عن امرأة سيئة في العمل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي مشكلة في العمل ، وهي باختصار شديد وجود أخطاء من زميلة في العمل مثل التزوير والتنصت على تليفونات الزملاء والعبث في أوراق العمل ، وسألت بعض المواقع الإسلامية : هل يعتبر نميمة إن أخبرت مديري في العمل ؟ فقالوا : هذا لا يعتبر نميمة ، والأفضل أن تبلغيه لصالح العمل مادامت نيتك هي إصلاحها فكلما فعلت ذلك ، وجدت استماعا من مديري ، ووعد بإصلاحها ، ثم فجأة نقلني أنا من وظيفتي لوظيفة أخرى ، وأقام علي حربا لم أقدر على احتمالها ، لدرجة أنه يستميل بعض الزملاء ضدي ، ويحثهم على مضايقتي . وسؤالي الآن ماذا أفعل في هذه الغابة ، دون أن أغضب الله ؟.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله

إن بذل النصيحة لعباد الله هو من أعظم شعب الإيمان وشعائر الإسلام حتى إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعلها هي الدين تعظيماً لشأنها ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ..) رواه مسلم (55) ، وأخبر الله تعالى أن من قام بذلك هو المفلح حقاً ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 و ما دمت قد أديت ما عليك من واجب النصيحة ، وكان مقصدك هو الإصلاح ، فلا تحزني لما أصابك من البلاء ، فالجنة سلعة الله وسلعة الله غالية قد حفّت بالمكاره ، ولكل شيء ثمن .

واعملي أن كل من قام بهذا الواجب العظيم لا بد أن يواجهه الناس بما يكره من الأذى ، أو الصدود ، ولأجل ذلك قال لقمان الحكيم لابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) لقمان/17 ثم اعلمي أن العاقبة للمتقين ، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين ، وهو سبحانه مع الصابرين . فالجئي إليه ، واعتصمي به ، وقولي : حسبي الله ونعم الوكيل ، قال الله تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران/174، 175

فمهما كاد لك الخصم ودبّر ، فإن كيده السيء راجع عليه ، ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ ) فاطر/43 ، فأبشري بنصر الله وتأييده ، وأكثري من الدعاء والاستغفار ، واعلمي أن دعوة المظلوم لا ترد ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم ) رواه أبو داود (1536) والترمذي (1905) وابن ماجه (3862) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.

لكننا نصحك أن تتركي هذا العمل وتريحي نفسك مما فيه من المنكر والأذى ، وانتقلي إلى مكان آخر ، لعل الله أن يبدلك خيراً منهم ، ويولِّي عليك أميناً رفيقاً .

فإن لم يمكنك الانتقال عن هذا المكان ، فاجتهدي في الحصول على إجازة مدة ما حتى تهدأ الأمور ، ولعل الله أن يهيئ لك من أمرك رشداً .

وإن أمكنك الاستغناء عن ذلك العمل من أصله ، وتوفير جهدك وقلبك وأعصابك لبيتك وأولادك ، فهو الرأي حق الرأي ، والله يأجرك على ذلك بمنّه وكرمه ، ويخلف لك خيراً عميماً من عنده .

نسأل الله أن يفرج كربك ويذهب همك ويكفيك شر كل ذي شر.

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...