عنوان الفتوى : حصل لها مضايقات بعد إبلاغها عن امرأة سيئة في العمل
عندي مشكلة في العمل ، وهي باختصار شديد وجود أخطاء من زميلة في العمل مثل التزوير والتنصت على تليفونات الزملاء والعبث في أوراق العمل ، وسألت بعض المواقع الإسلامية : هل يعتبر نميمة إن أخبرت مديري في العمل ؟ فقالوا : هذا لا يعتبر نميمة ، والأفضل أن تبلغيه لصالح العمل مادامت نيتك هي إصلاحها فكلما فعلت ذلك ، وجدت استماعا من مديري ، ووعد بإصلاحها ، ثم فجأة نقلني أنا من وظيفتي لوظيفة أخرى ، وأقام علي حربا لم أقدر على احتمالها ، لدرجة أنه يستميل بعض الزملاء ضدي ، ويحثهم على مضايقتي . وسؤالي الآن ماذا أفعل في هذه الغابة ، دون أن أغضب الله ؟.
الحمد لله
إن بذل النصيحة لعباد الله هو من أعظم شعب الإيمان وشعائر الإسلام حتى إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعلها هي الدين تعظيماً لشأنها ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ..) رواه مسلم (55) ، وأخبر الله تعالى أن من قام بذلك هو المفلح حقاً ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 و ما دمت قد أديت ما عليك من واجب النصيحة ، وكان مقصدك هو الإصلاح ، فلا تحزني لما أصابك من البلاء ، فالجنة سلعة الله وسلعة الله غالية قد حفّت بالمكاره ، ولكل شيء ثمن .
واعملي أن كل من قام بهذا الواجب العظيم لا بد أن يواجهه الناس بما يكره من الأذى ، أو الصدود ، ولأجل ذلك قال لقمان الحكيم لابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) لقمان/17 ثم اعلمي أن العاقبة للمتقين ، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين ، وهو سبحانه مع الصابرين . فالجئي إليه ، واعتصمي به ، وقولي : حسبي الله ونعم الوكيل ، قال الله تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران/174، 175
فمهما كاد لك الخصم ودبّر ، فإن كيده السيء راجع عليه ، ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ ) فاطر/43 ، فأبشري بنصر الله وتأييده ، وأكثري من الدعاء والاستغفار ، واعلمي أن دعوة المظلوم لا ترد ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم ) رواه أبو داود (1536) والترمذي (1905) وابن ماجه (3862) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.
لكننا نصحك أن تتركي هذا العمل وتريحي نفسك مما فيه من المنكر والأذى ، وانتقلي إلى مكان آخر ، لعل الله أن يبدلك خيراً منهم ، ويولِّي عليك أميناً رفيقاً .
فإن لم يمكنك الانتقال عن هذا المكان ، فاجتهدي في الحصول على إجازة مدة ما حتى تهدأ الأمور ، ولعل الله أن يهيئ لك من أمرك رشداً .
وإن أمكنك الاستغناء عن ذلك العمل من أصله ، وتوفير جهدك وقلبك وأعصابك لبيتك وأولادك ، فهو الرأي حق الرأي ، والله يأجرك على ذلك بمنّه وكرمه ، ويخلف لك خيراً عميماً من عنده .
نسأل الله أن يفرج كربك ويذهب همك ويكفيك شر كل ذي شر.
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |