عنوان الفتوى : كيف تعالج خوف أمها وأختها من حسدها لهما؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مشكلتي أن أختي تظن دائما أني أحسدها، وتخفي عني كل شيء، وتتضايق من وجودي في غرفتها، وإن لم تظهر هذا الشيء بكلام مباشر.
وكذلك أمي.
أحس أنهما تخفيان عني كثيرا من الأشياء بحكم أن ظروفي المادية سيئة، وزوجي لا يعطيني بالقدر الكافي مع أنه ميسور الحال.
أذهب إلى أهلي كل جمعة بغرض اجتماع العائلة، وكذلك لأساعد أمي في بعض أشغال البيت.
كيف أوضح لهما أني متضايقة من هذا الشعور، أختي تعاملها معي محدود جدا، هي لا تقصر معي، لكن والله ما حسدتها يوما على ما عندها، بل أسأل الله لها الخير، والزوج الصالح، والتوفيق في الحياة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا في البدء نشكرك على حرصك على سلامة صدرك تجاه أمك وأختك، ودعائك لها بالخير، وحذرك من الحسد، وكذلك حرصك على حضور لقاء الأسرة، فجزاك الله خيرا.

ونرجو أن تتبيني ما إذا كان حال أختك معك على ما ذكرت من كونها تظن أنك تحسدينها، فقد يكون عندك شيء من شدة الحساسية يجعلك تظنين هذا الظن، والأصل إحسان المسلم الظن بأخيه حتى يتبين أن الأمر خلاف ذلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

وإذا كان هذا -نعني حسن الظن- مطلوبا في حق عامة المسلمين، فإنه متأكد في حق ذوي الرحم.

وإذا ثبت عندك أن أختك تظن أنك حاسدة لها، فيمكنك مواجهتها، وبيان حالك تجاهها، وأنك لا تحسدينها على نعمة أنعم الله بها عليها، وأنك تكثرين من الدعاء لها بالخير، والزوج الصالح، والتوفيق في الحياة.

وما ذكرنا في حق أختك نقوله في حق أمك، إن كانت تظن أنك حاسدة لها.

وكونهما تخفيان عنك الأشياء، فنرجو أن تستشعري أن هذا أمر عادي، وأنه قد لا يكون مقصودا به الخوف من حسدك.

وعلى فرض أن هذا هو الباعث لهما على ذلك، فلا تشغلي نفسك بهذا، بل تشاغلي عنه، واستحضري الحديث الذي رواه أحمد عن علي بن حسين عن أبيه -رضى الله عنهم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

وسلي ربك أن يغنيك من فضله، فهو القائل: وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {النساء:32}.

والله أعلم.