عنوان الفتوى : هل هناك كتب تجمع مرويات كل راو من رواة الحديث؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل هناك كتب تجمع حديث كل راوٍ من رواة الحديث؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.

سلك علماء الحديث مناهج عدة ومتنوعة في مصنفاتهم الجامعة لمتون الأحاديث، لكن لم يكن من بينها الاهتمام بجمع مرويات كل راو على حدة، إلا في قضايا معيّنة، أهمها:

ما كان منهم من جمع مرويات الصحابة، كما في المصنفات التي تعرف بـ "المسانيد"، حيث يجمع مصنفوها مرويات كل صحابي على حدة، كـ "مسند الإمام أحمد"، و "مسند أبي داود الطيالسي"، وكـ "مسند أبي يعلى الموصلي"، وغيرها.

وكذا جمع بعض المصنفين لأحاديث بعض رواة الحديث المكثرين، كمرويات الزهري، ومالك، وغيرهما.

قال الكتاني رحمه الله تعالى:

" ‌‌ومنها كتب في أحاديث شيوخ مخصوصين من المكثرين:

كـ "أحاديث سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الملقب بالأعمش" لأبي بكر الإسماعيلي، و "أحاديث الفضيل بن عياض التميمي اليربوعي المروزي" للنسائي.

و "أحاديث محمد بن مسلم بن شهاب الزهري" لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذُّهْلي النيسابوري... وهي المسماة: بـ "الزهريات" في مجلدين جمع فيها حديث ابن شهاب الزهري وجوّده، وكان قد اعتنى به وتعب عليه وكان من أعلم الناس بحديثه...

وأحاديث محمد بن جحادة للطبراني، وله أيضا كتاب "مسند شعبة" وكتاب" مسند سفيان" وكتاب "مسند الأعمش" وكتاب "مسند الأوزاعي"، وغير ذلك، وقد قال عثمان بن سعيد الدارمي: يقال من لم يجمع حديث هؤلاء الخمسة فهو مفلس في الحديث: الثوري وشعبة ومالك وحماد بن زيد وابن عيينة، وهم أصول الدين.

قال ابن الصلاح: وأصحاب الحديث يجمعون حديث خلق كثير سواهم، منهم: أيوب السختياني، والزهري، والأوزاعي، قال السخاوي: وقد سرد منهم الخطيب في جامعه جملة، قال: وهذا غير جمع الراوي شيوخ نفسه، كالطبراني في معجمه الأوسط المرتب على حروف المعجم في شيوخه، وكذا في المعجم الصغير، لكنه يقتصر غالبا على حديث في كل شيخ ـ " انتهى من "الرسالة المستطرفة" (ص 110 — 111).

ويلتحق بهذه المصنفات، الكتب التي تجمع مرويات مخصوصة لبعض الرواة، كجمع عوالي أو غرائب بعض الرواة.

كـ "عوالي الإمام مالك" لأبي أحمد الحاكم.

ومن هذا النهج ما اشتهر وعرف في الجهود العلمية المعاصرة، حيث اتجه كثير من الباحثين إلى جمع مرويات رواة معينين لكن في موضوع معيّن.

كاجتهاد بعض الباحثين في جمع "مرويات وكيع بن الجراح في التفسير".

وكجمع الدكتور محمد العواجي لـ "مرويات الإمام الزهري في المغازي".

والبحوث التي على هذا النحو كثيرة.

لكن مما ينبغي التنبه له هو أن التصنيف على هذا الوجه بجمع مرويات راو معيّن على حدة، هو نافع لأهل الاختصاص أثناء البحث والتمحيص للمرويات، وأما بالنسبة لعامة الناس، او لطالب العلم الذي قصده معرفة السنة على وجه التفقه، فهذا النهج من التصنيف لا يناسبه، وإنما يكون انتفاعه بالمصنفات التي اعتنت بانتقاء الأحاديث وترتيبها على الأبواب العلمية، كما هو حال صحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة، وكذا المصنفات التي جاءت بعد ذلك محذوفة الأسانيد كـ "رياض الصالحين" للنووي، و"بلوغ المرام" لابن حجر، وغيرهما.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...