عنوان الفتوى : زنى بفتاة ويخشى أن تكون قد حملت منه
لا أعلم من أين أبدأ، ولكني دمرت حياتي، وضيعت صبري في لحظة شيطانية.
أنا شاب عمري 30 سنة، ولم أتزوج حتى الآن، وشهوتي الجنسية عالية جدا، ولم أستطع السيطرة عليها، وقمت بارتكاب الفاحشة مع فتاة ليل.
وليتني لم أفعل ذك؛ فأنا لا أستطيع العيش ولا النوم من بعدها. فأثناء الجماع كنت أرتدي واقيا ذكريا، وقمت بالقذف داخل الفتاة وأنا مطمئن. ولكن اكتشفت أن الواقي كان مقطوعا وأنا لا أعلم. هل ستحمل الفتاة مني أم ماذا؟
سألتها وقالت إنها تتناول حبوب منع الحمل، ردت بسخرية: لا تقلق هناك زبون بعدك، وقامت بغسل فرجها، وإدخال أصبعها لإخراج ما تم قذفه. هل يمكن أن تحمل مني؟
أنا أعيش في وهم أن لي طفلا من الزنا.
وهل لو حملت سيولد الطفل ويكون ابن زنا، أم يمكن أن تقتله، ويكون لي ذنب في ذلك؟
لا أعلم، ولم أعد أعلم أي شيء، ولا أعرف أي طريقة للتواصل معها. ماذا أفعل؟ أو كيف أعيش؟
وهل يمكن أن ينتقل إلي فيروس بهذه الطريقة؟
ماذا أفعل لأطمئن؟
كانت هذه أول غلطة لي بعد صبر 30 سنة، وآخر غلطة؛ فقد تبت توبة جعلتني أكره الجنس الآخر.
ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بإقبالك على التوبة إلى الله تعالى، وهذه نعمة ينبغي أن تستشعرها دوما، وتشكر الله عليها بسلوك سبيل الاستقامة، وما يعين عليها من العلم النافع والعمل الصالح، وصحبة الأخيار، وراجع لمزيد الفائدة فتاوانا: 12928، 10800، 1208.
ونوصيك بالاجتهاد في طرد هذه الهواجس والخواطر، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من ذكر الله تعالى، فهو القائل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وليكن همك في طلب محو آثار هذه المعصيىة بالإخلاص في التوبة لله تعالى، وسؤاله قبولها والاستقامة عليها.
وفي الإقبال على ربك وكثرة دعائه، وخاصة الأدعية التي تتضمن سؤاله -سبحانه- العافية، فإنها جامعة لكل خير، فعسى الله -سبحانه- أن يجعلك في سلامة من كل شر وفي عافية من كل بلاء. وتجد في الفتوى: 221788بعض الأدعية المتضمنة لسؤال الله العافية.
وليس عليك البحث عنها أو التواصل معها، فأعرض عن هذا كله إذا أردت السلامة لنفسك والبراءة لعرضك، فتواصلك معها قد يفتح عليك باب الشر مرة أخرى فتقع في الفتنة، والشيطان لابن آدم بالمرصاد، ولذلك حذر الله -عز وجل منه- فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
ونوصيك بالاجتهاد في سبيل الزواج، وسؤال الله التيسير، فالخير كله في يديه، وهو قد وعد بالغنى لمن يتزوج، فقال: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وروى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. هذا حديث حسن.
ولا تجعل ما أسميته كرهك للجنس الآخر مانعا لك من الزواج.
وللفائدة تراجع الفتوى: 44731 ، والفتوى: 50842.
والله أعلم.