عنوان الفتوى : واجب من لا يعلم متى ينزل من المذي
ينزل مني مذي دون شهوة، ولا أشعر به، وينزل مني أحيانا بعد الاستيقاظ من النوم، وأحيانا وأنا جالس، ولا أدري في أي وقت نزلت هذه القطرات.
ولقد جاءني وسواس بسبب ذلك، وكل يوم بعد من الاستيقاظ من النوم أغسل الجزء السفلي من جسدي، وأغير ملابسي في اليوم من 2 إلى 4 مرات.
فما حكم هذه القطرات التي تنزل؟ وهل يمكنني أن أعمل بمذهب المالكية، وأتوضأ لكل صلاة، ولا أغسل ما نزل على الثياب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه، وقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، فننصحك بالإعراض عنها، فإن ذلك علاج نافع لها.
وإذا كان المذي المذكور ينزل كل يوم، ولو مرة ـ كما هو الظاهرـ فإنه يعتبر حدثا مستنكحا عند المالكية، فلا يلزم غسله من البدن، ولا الثوب، ويجوز لك تقليد هذا القول. وراجع الفتوى: 135695.
ومسألة عدم انتظام نزول المذي بحيث ينقطع تارة، ولا ينقطع أخرى، ويتقدم وقت انقطاعه تارة، ويتأخر أخرى؛ فهذا ينطبق عليه حكم السلس عند بعض أهل العلم.
ولا حرج عليك في الأخذ بهذا القول، فتستنجي منه، وتتحفظ بوضع ما يمنع انتشاره لو خرج، وتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ولا يؤثر على صحة صلاتك لو نزل أثناءها.
وانظر في ذلك الفتويين: 136434، 181305.
أما ما تقوم به من تبديل الثياب في اليوم أكثر من مرة، وغسل الجزء السفلي من الجسد، فهذا غير مشروع، بل هو من الوسوسة، والتنطع لمذموم، فابتعد عن هذا الأمر، واستعذ بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم.
والله أعلم.