عنوان الفتوى : سفر المرأة وحدها بدون محرم للضرورة.. رؤية شرعية
أعيش مع زوجتي مؤقتا في أمريكا لدراسة الدكتوراه. وقد رجعنا مع ابننا الرضيع لزيارة أهلنا وكنت قد قررت أن أرجع إلى أمريكا وحدي لكي تتاح الفرصة لزوجتي أن تجلس مع أبيها وأمها وأقاربها مدة أطول حيث إنها لم تكن رأتهم منذ أن تزوجنا ورحلنا من حوالي عامين. وقد أكملت زيارتي ورجعت إلى أمريكا وحدي على وعد من أبي أنه سيصحب زوجتي وابني لكي يأتوا جميعا إلى أمريكا لعلمي يقينا بحرمة سفر المرأة وحدها دون محرم لها, كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َلا يَحِلُّ لامرأة تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُسَافِر مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْها ولكن شاء الله ألا تسمح حالة والدي الصحية أن يقدر على السفر. الشاهد أننا جميعا وقعنا في هذه المشكلة، خاصة وأنني غير قادر على النزول إلى مصر لاصطحاب أهلي في السفر، كما أنه لا يوجد أحد من محارم زوجتي الآخرين قادر على هذا العمل. بالإضافة، فإن والدي ووالد زوجتي كليهما يحاولان إقناعي بسفرها وحدها خاصة أنهم يقولون أنها مجرد رحلة طائرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت لا تستطيع الرجوع إلى زوجتك للسفر بها، ولا تستطيع النفقة على محرم لها يسافر بها أو تستطيع لكنك لم تجد ذلك الشخص، وكنت محتاجا لها لتحصين نفسك ورعاية أولادك، فلا حرج عليك أن تأذن لها بالسفر إليك بغير محرم لهذه الاعتبارات.
وينبغي أن تأخذ كامل احتياطاتها في سفرها، وذلك بأن تتحرى السفر مع رفقة مأمونة، وتكون لك معرفة بيوم سفرها ووقت وصولها، بحيث لو قدر الله حصول شيء تمكنك متابعة الأمر.
والله أعلم.