عنوان الفتوى : الأعمال الصالحة المخلصة تزيد اليقين.
أنا فتاة نشأت في بيئة ملتزمة ولدي قدر ولله الحمد من العلم بالدين أصوله وفروعه، إلا أن المشكلة التي تواجهني هي أنني قد بدأت أشعر منذ فترة بأنه على الرغم من مواظبتي على الفرائض وعدد من النوافل ولله الحمد غير أني لا أجد في قلبي ذلك اليقين بالله ولقائه - ليس أني أشك فيه- ولكن لا أشعر بقوته في قلبي، ذلك اليقين الذي أقرأ عنه في كتب السلف 000اليقين الذي يذلل الصعاب ويهون مصائب الدنيا ويدفع الإنسان للمضي قدما في مجال الدعوة إلى الله موقنا بنصر الله وتأييده حيث لا أجد في نفسي تلك الهمة العالية ، وأشعر أن السبب هو ضعف يقيني بالله فبماذا تنصحونني ؟ أفيدوني بشكل عملي مفصل غير الكلام النظري000أنا في أمس الحاجة لإجابة شافية عاجلة فالشيطان يدخل علي كثيرا من هذا الباب، وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك التوفيق والاستقامة والثبات على الإيمان والخير، والذي ننصحك به هو المداومة على المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل وذكر الله تعالى، والتدبر في آياته والتفكر والاعتبار بمخلوقاته، لأن ذلك يزيد المؤمن قوة في الإيمان واليقين، وثقة بالله واعتماداً عليه.
وأدلة ذلك كثيرة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأحوال عباد الله الصالحين وأوليائه المتقين شاهدة على ذلك.
قال الله تعالى: ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة وزرق كريم) [الأنفال: 2، 3، 4].
وقال تعالى: (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون) [يونس: 62-63 ] وفي هذه الآية بيان لوسيلة الولاية وهي الإيمان والتقوى، وقال تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) [محمد: 17].
ويكفي أن نذكر لك من السنة حديثاً قدسياً صحيحاً أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ".
وعليك أن تقرئي سير أولياء الله من النبيين والمؤمنين ومواقفهم الإيمانية اليقينية، والثمرة التي ترتبت على تلك المواقف. فذلك أيضا مما يحفز المرء على التخلق بأخلاق أولئك.
وعليك أن لا تدعي لوساوس الشيطان مجالاً ، فإذا أحسست بشيء من ذلك فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واشتغلي بشيء من ذكر الله تعالى وطاعته.