عنوان الفتوى : مذاهب العلماء فيمن لم يجد سوى ثوب نجس للصلاة فيه
الصلاة بملابس غير نظيفة: أنا فتاة وكنت خارج المنزل فحان وقت الصلاة ولكن ملابسي كان بها آثار بول أو ما شابهه فماذا أفعل؟ وهل تجوز الصلاة بتلك الملابس أم لا ؟ وماذا أفعل إذا أوشك وقت الصلاة التالية أن يحين؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت على ثوبك نجاسة ولم تستطيعي غسلها أو تغييره بثوب آخر وخشيت خروج وقت الصلاة فلا حرج عليك في الصلاة بالثوب النجس، وهذا مذهب الحنفية فقد صرحوا به كما في بدائع الصنائع للكاساني حيث قال: فإن كان ربعه -أي الثوب- طاهراً لم يجزه أن يصلي عرياناً بل يجب عليه أن يصلي في ذلك الثوب لأن الربع فما فوقه في حكم الكمال.... وإن كان كله نجساً أو الطاهر منه أقل من الربع فهو بالخيار في قول أبي حنيفة وأبي يوسف إن شاء صلى عرياناً وإن شاء مع الثوب لكن الصلاة في الثوب أفضل، قال محمد لا تجزئه إلا مع الثوب. انتهى.
ولا إعادة عليه عندهم. وذهب المالكية والحنابلة إلى أنه يصلي فيه، إلا أن المالكية قالوا يعيد في الوقت إذا تمكن من تطهيره أو حصل على غيره، قال النفراوي: وكذلك يعيد في الوقت من صلى فريضة بثوب نجس أو متنجس مع عدم القدرة على إزالتها واتساع الوقت وكانت تلك النجاسة غير معفو عنها.
أما الحنابلة فذهبوا إلى أنه يصلي فيه ولا يصلي عرياناً وعليه الإعادة مطلقاً، قال ابن قدامة المقدسي في المقنع: ومن لم يجد إلا ثوباً نجساً صلى فيه وأعاد على المنصوص.
قال المرداوي في الإنصاف: هذا هو المذهب.
وقال: وقيل لا تصح فيه مطلقاً بل يصلي عرياناً.... "وحيث قلنا يصلي عرياناً فإنه لا يعيد على الصحيح وهذا هو مذهب الشافعية، قال الشافعي في الأم: ولو أصابت ثوبه نجاسة ولم يجد ماء لغسله صلى عرياناً ولا يعيد، ولم يكن له أن يصلي في ثوب نجس بحال.... انتهى.
والخلاصة هي أن الأحوط أن تصلي فيه ثم تعيدين الصلاة.
والله أعلم.