عنوان الفتوى : أسباب نزع الحياء
كيف ينزع الحياء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياء صفة من الصفات الكريمة، وخصلة من خصال الإيمان، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان. ولا يزال الإنسان بخير ما وجد فيه الحياء، ففي صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء خير كله. وذلك أن الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وقد ينزع هذا الحياء من صاحبه إذا تجرأ على إتيان الرذائل، وظلم ذوي الحقوق، فيظلم قلبه من كثرة إتيان المعاصي، وينزع منه الحياء.
وقد ذكر ابن عبد البر في الاستذكار أثراً موقوفاً على سلمان رضي الله عنه أنه قال: إذا أراد الله بعبد شراً أو هلكة نزع منه الحياء فلم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، وإذا كان كذلك منعت منه الرحمة فلم تلقه إلا خائناً مخوناً، فإذا كان كذلك نزعت ربقة الإسلام من عنقه، فكان لعيناً ملعوناً.
وقد روي هذا في حديث مرفوع ولكنه موضوع، كما في ضعيف الجامع الصغير للشيخ الألباني.
ويؤيد ذلك أيضاً ما ورد من ارتفاع الحياء بارتفاع الإيمان، روى الحاكم في المستدرك عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر. ويدل الحديث أيضاً على أنه قد يرفع الحياء أولاً ثم يتبعه الإيمان.
والله أعلم.