عنوان الفتوى : يؤجر الإنسان على استماع القرآن بتدبر كقراءته.
هل أجر سماع شريط قرآن كأجر قراءته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقراءة القرآن أجرها عظيم عند الله تعالى ففي سنن الترمذي ومستدرك الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"
وكذلك الاستماع إلى من يقرأه مباشرة أو بواسطة شريط. قال الله تعالى: (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [الأعراف:204]
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن ليسمعه منه كما في الصحيحين، وثبت عنه أيضاً أنه مر على أبي موسى الاشعري ليلة وهو يقرأ القرآن فوقف يستمع إليه. والحديث في الصحيحين أيضا،ً وقال النووي في شرح مسلم : وفي حديث ابن مسعود هذا فوائد منها استحباب استماع القراءة والإصغاء إليها، والبكاء عند تدبرها، واستحباب طلب القراءة من غيره ليستمع له، وهو أبلغ في التفهم والتدبر من قراءته بنفسه. انتهى محل الغرض منه.
وقد اختلف أهل العلم: هل قراءة القرآن أفضل أم الاستماع إلى من يقرأ؟ فذهب طائفة إلى الأول نظراً لكثرة النصوص الصريحة المرغبة في قراءة القرآن.
وذهب طائفة أخرى إلى أن الاستماع أفضل نظرا إلى أنه أبلغ في التدبر والتعقل وذلك هو المقصود الأعظم من القرآن، وكَأنَّ الإمام النووي يميل إلى هذا في كلامه السابق
والذي ينبغي هو أن يجمع الإنسان بين ذلك كله فيقرأ تارة ويستمع تارة.
والله تعالى أعلم.