عنوان الفتوى : هل الأفضل التسمّي بعبد الله أو محمد؟ ولماذا لم يكن اسم نبينا عبد الله؟
السؤال
لماذا لم يكن اسم نبينا صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو أفضل الأسماء، وأحبها إلى الله؟ فإذا رزقني ربي ولدًا صالحًا، فهل أسميه عبد الله؛ لأنه أحب الأسماء إلى الله، أم أسميه محمدًا؛ لأنه أحبّ العباد إلى الله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن أفضل الأسماء عبد الله, وعبد الرحمن, ونحوهما مما تضمن وصف الإنسان بالعبودية لله تعالى، ففي صحيح مسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال القرطبي: يلتحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما؛ كعبد الرحيم، وعبد الملك، وعبد الصمد، وإنما كانت أحب إلى الله؛ لأنها تضمنت ما هو وصف واجب لله، وما هو وصف للإنسان، وواجب له، وهو العبودية، ثم أضيف العبد إلى الرب إضافة حقيقية، فصدقت أفراد هذه الأسماء، وشرفت بهذا التركيب؛ فحصلت لها هذه الفضيلة.
وقال غيره: الحكمة في الاقتصار على الاسمين أنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى غيرهما، قال الله تعالى: وأنه لما قام عبد الله يدعوه. وقال في آية أخرى: وعباد الرحمن. ويؤيده قوله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن. اهـ.
وعبد الله من أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال بعض أهل العلم، جاء في فيض القدير للمناوي: فعبدُ الله أخص في النسبة من عبد الرحمن، فالتسمي به أفضل وأحب إلى الله مطلقًا، وزعم بعضهم أن هذه أحبية مخصوصة؛ لأنهم كانوا يسمون عبد الدار، وعبد العزى، فكأنه قيل لهم: أحب الأسماء المضافة إلى العبودية هذان لا مطلقًا؛ لأن أحبها إليه محمد وأحمد؛ إذ لا يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم إلا الأفضل. رُدَّ بأن المفضول قد يؤثر لحكمة، وهي هنا الإيماء إلى حيازته مقام الحمد، وموافقته للحميد من أسمائه تعالى، على أن من أسمائه أيضًا عبد الله، كما في سورة الجن. اهـ.
فتبين مما سبق؛ أن الأفضل في حقك أن تسمي ابنك عبد الله.
والله أعلم.