عنوان الفتوى : الدعاء يغير القضاء المعلق غير المبرم
السؤال
ربنا كتب على الإنسان نوعين من الأقدار: أقدارا أزلية، أقدارا مُعلّقة.
مثال: إذا كتب الله لك قدرًا سيئًا للسنة القادمة: (وفاة ابن، فشل في زواج. فسخ خطوبة...حادثة سيارة. الخ) ... وأصبحت (تدعو بإخلاص في ليلة القدر بالتوفيق والسعادة والعافية والنجاة، فإنّ الله عز وجل يأمر الملائكة أن يمسحوا الصحيفة التي كُتب فيها الشقاء، وأن يكتبوا لك ما طلبت (يَمحُو اللهُ مَا يشاء ويُثبِت وَعِندَهُ أُمُّ الكِتاب) ....).
هل هذا الكلام صحيح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معنى الكلام الذي ذكرته صحيح.
فإن قضاء الله عز وجل على نوعين: النوع الأول: قضاء مبرم، وهو ما سبق في علم الله تبارك وتعالى، وكتبه سبحانه في اللوح المحفوظ، وهذا النوع لا يتبدل ولا يتغير.
و النوع الثاني: قضاء معلق، وهو الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة، كأن يقال: اكتبوا رزق فلان إن لم يدع فهو كذا، وإن دعا فهو كذا. وفي علم الله وقدره الأزلي أن فلانا سيدعو أو لا يدعو.
فهذا النوع يدخل فيه التغيير، والزيادة والنقص، وهو المحو المراد في قوله سبحانه: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {الرعد:39}.
وعليه؛ فالدعاء يغير القضاء المعلق غير المبرم، واستشعار هذا المعنى مما يرغب المؤمن في الإكثار من الدعاء لا سيما في الأوقات الفاضلة كالعشر الأواخر من رمضان، وقد جاء في جاء في حديث ثوبان -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. أخرجه أحمد وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال البوصيري في الزوائد: إسناده حسن. وقال: وسألت شيخنا أبا الفضل العراقي -رحمه الله- عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن. اهـ.
وراجعي لمزيد بيان، الفتاوى: 175281، 128541، 54532، 52546.
والله أعلم.